زعم الرئيس السوداني عمر البشير أن توتر العلاقات بين بلاده وإيران يعود لسعي طهران لنشر المذهب الشيعي في السودان، بينما قال موقع أوول أفريكا: إن هذه المبررات غير واقعية؛ لأن العلاقات كانت جيدة بين طهران والخرطوم، حتى طرأت بعض التغيرات في منطقة الشرق الأوسط، خاصة العدوان الذي تقوده السعودية على اليمن.
ويضيف الموقع: إن قرار قطع العلاقات الدبلوماسية بين السودان وإيران، ومطالبة بعثة الأخيرة في الخرطوم بمغادرة البلاد، كان إرضاء وتضامنًا مع السعودية منذ بدء الحرب في اليمن.
ويؤكد أوول أفريكا أن هناك عدة أسباب تجعل البشير يغير سياسة بلاده من أجل كسب ود السعودية، أولها موقف البشير الصعب دوليًّا ودائرة الخطر التي تحيط به، وتهدد بنهاية حياته السياسية، من خلال اتهامه من قِبَل المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب؛ فكان لابد من البحث عن تأييد ودعم قويين؛ لذا وجد ضالته في السعودية، تلك الدولة ذات العلاقات الوثيقة بالدول الغربية بوجه عام، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية التي لعب فيها البترول دور الريادة.
وبناء على علاقة السعودية بالولايات المتحدة، التي تفرض عقوبات صارمة على السودان، سعى البشير لتوطيد علاقته بالسعودية؛ لتكون جسرًا لحل خلافاته مع الولايات المتحدة الأمريكية ورفع العقوبات المفروضة على الخرطوم.
وعلى الصعيد الداخلي يواجه نظام البشير معارضة قوية في بلاده وصراعات وحروبًا ومحاولات عديدة للإطاحة به؛ لذا كان لا بد أن يختلق فكرة يصرف بها تفكير شعبه عن معارضته؛ في محاولة لكسب ودهم، فلعب على الوتر الديني، من خلال معاداة إيران والتقرب من السعودية.
كما أن الاقتصاد السوداني يعاني من ركود كبير، يجعله عرضة للانهيار خلال الفترة القليلة المقبلة؛ لذا لجأ إلى السعودية. ونجح البشير بالفعل في هذا الهدف، حيث تعهدت المملكة بتقديم مساعدات ضخمة للخرطوم، آخرها تمويل إنشاء ثلاثة سدود بالسودان.
وفي إطار بحث البشير عن مبررات لقطع العلاقات مع إيران، قال “أنا لا أعادي دولًا دون سبب حقيقي يهدد بلادي. والدليل على ذلك قراري الأخير الخاص بفتح الحدود مع دولة جنوب السودان؛ حيث كانت خطوة استلزمها مساعدة الشعب في تلك الدولة على مواجهة خطر المجاعة التي ضربت المنطقة”، لافتًا إلى تواجد ما يقرب من مليون مواطن من جنوب السودان يعيشون حاليًّا على الأراضي السودانية، مضيفًا أن المصاعب التي تعترض طريق الدولتين في اتجاه التطبيع لم يتم تجاوزها بشكل كامل، فاضطراب العلاقات مع الجنوب كان قائمًا بسبب تهديده لأراضي السودان، لكن عندما أصبح الجنوب في حالة ضعف، وجب على الخرطوم مساعدته، وذلك على حد زعم البشير.
Next Post