معاهد التدريب والتاهيل حولت التعليم إلى مصدر للاسترزاق باشراف جهات رسمية

أراد عبدالكريم الشرماني استغلال فترة توقف ابنه الإجبارية بعد تخرجه من الثانوية العامة في عملية إكسابه مهارات تدريبية متعددة في اللغة والكمبيوتر والمهارات الشخصية بإرساله للمعاهد والمراكز المتخصصة في هذه المجالات.
لم يلاحظ عبدالكريم كما يقول أي تطور في ابنه من حيث اللغة أو استخدام الكمبيوتر أو حتى في المهارات الذاتية بعد ما انفق عليه مبالغ طائلة على الدورات التي التحق بها في العديد من هذه المعاهد والمؤسسات العاملة في التأهيل والتدريب.
ويعتبر خريجي التعليم الأساسي وكذا الجامعي صيدا◌ٍ ثمينا◌ٍ لمعاهد ومراكز التدريب والتأهيل والتنمية البشرية التي تنتشر بشكل رهيب وتعمل في كل التخصصات والمجالات الأمر الذي أحدث فجوه واسعة بين هذه المؤسسات والمكاتب التعليمية والأهداف التي من المفترض أن تحققها في الارتقاء بالكوادر البشرية وتنمية القدرات والمهارات التي تساعد كافة الشرائح التي تستهدفها هذه المراكز وتجعلها شرائح اجتماعية فاعلة تساهم في خلق مجتمع منتج في كافة مجالات الحياة .
ويرى العديد من المتخصصين في هذا المجال أن هذه العملية تحولت إلى مصدر للاسترزاق وبيع للوهم على حساب المواطن في ظل غياب الجهات الرقابية المنظمة لهذه المؤسسات والمراكز والمعاهد.
طبقا◌ٍ لمختصين وخبراء فأن وزارة التعليم الفني والمهني تتحمل مسئولية الفوضى الحاصلة في عملية انتشار معاهد ومراكز للتدريب والتأهيل بصورة عشوائية وبكثافة ضارة لأنه لا يجب منح التراخيص بهذا الخصوص إلا وفق شروط ومعايير محددة ومرتبطة بجودة المخرجات.
مشيرين إلى أن هناك ضرورة لكي تستهدف مراكز ومعاهد التنمية البشرية وعملية التدريب بشكل عام بصورة رئيسية خدمة المجتمع وان تكمل هذه المراكز ما بدأه الآخرون في التعليم الأساسي والجامعي بحيث تركز جهودها على تطوير المدارك وتنمية المهارات ويجب التركيز على الجودة وإيصال المعلومة التدريبية الصحيحة والمناسبة
بالإضافة لتشكيل إضافة نوعية تعمل على تطوير بيئة الأعمال وإيجاد سوق عمل قوي ومتزن ويفرز فرص عمل مناسبة للاحتياجات الراهنة.
وتخوض مؤسسات ومعاهد التنمية البشرية ومراكز التدريب سباقا◌ٍ محموما◌ٍ فيما بينها للاستحواذ على شريحة اجتماعية هامة تتمثل بخريجي التعليم الأساسي والثانوي بغرض تأهيلهم وإكسابهم مهارات تتلاءم مع احتياجات سوق العمل.
ودشنت العديد من المؤسسات والمعاهد برامج متعددة لتأهيل خريجي التعليم منذ مطلع العام في توجه جديد في عمل وأنشطة هذه المراكز التي تبحث كما يرى خبراء في هذا المجال عن الاستفادة من هذه الاستراتيجية الجديدة واستقطاب مؤسسات ومنظمات دولية داعمة لهذا التوجه من التأهيل والتدريب البشري والتنموي.
ويرى القائمون عليها أن برامجهم وأنشطتهم تهدف لمعالجة مشكلة الشباب بعد التخرج من الثانوية الذين حصلوا على نسبة متدنية لا تؤهلهم للالتحاق بالتعليم الجامعي¡ بالإضافة إلى أن هناك أعدادا◌ٍ كبيرة جدا◌ٍ من الشباب محرومين من الالتحاق بالتعليم الجامعي¡ ولا يحظون بفرصة الالتحاق بالتعليم الفني والمهني وتزداد سنويا◌ٍ بمعدلات متراكمة مما يحول جزءا◌ٍ كبيرا◌ٍ منهم إلى العمالة الرخيصة غير المؤهلة أو البطالة وما لها من آثار اجتماعية ونفسية على الفرد والمجتمع.

قد يعجبك ايضا