اللجنة العسكرية نزعت الألغام وأعادت الأمن


نورالدين القعاري –

تطل علينا ذكرى عظيمة تجلت في يوم الحادي والعشرين من فبراير من العام الماضي الذي مثل يوماٍ فاصلاٍ أتاح التداول السلمي للسلطة بل صار يوماٍ تاريخياٍ في حياة الشعب اليمني.

وتم إطلاق المبادرة الخليجية للتسوية وتنفيذ آليتها المزمنة التي أجمعت عليها كافة القوى السياسية والمكونات المجتمعية والوجاهات الاجتماعية.. وفي المسار الصحيح التي مضت فيه المبادرة الخليجية بآليتها التنفيذية التي بدأت بتشكيل لجنة الشؤون العسكرية وتحقيق الامن والاستقرار التي فرضت المرحلة صدور قرار رئاسي رقم 29 لسنة 2011 بتشكيل لجنة الشئون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار ما هو نصه: “بعد الاطلاع على دستور الجمهورية اليمنية وعلى قرار رئيس الجمهورية رقم (24) لسنة 2011م بشأن تفويض نائب الرئيس بالصلاحيات الدستورية اللازمة لإجراء حوار مع الأطراف الموقعة على المبادرة الخليجية وبناء على مبادرة مجلس التعاون الخليجي وآليتها التنفيذية الموقعتين بتاريخ 23/ 11/ 2011م قرر تشكيل لجنة الشئون العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار برئاسة المشير عبدربه منصور هادي.
حيث حددت لها مهام لتنفيذها وبعد الاجتماع الاول للجنة العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار برئاسة المشير عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة تم الاتفاق على وقف إطلاق النار بين جميع الأطراف المتنازعة بأمانة العاصمة وفي مدينة تعز وكذا في مديريتي أرحب ونهم وفي كافة مناطق الجمهورية اليمنية.

وقف إطلاق النار
ويعد وقف إطلاق النار من أكبر الإنجازات التي حققتها اللجنة العسكرية في ظروف صعبة ولم تقف عند هذا الحد بل مرت اللجنة العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار بالعديد من التحديات والمواجهات التي وقفت أمامها منها الوقوف والعمل على مواجهة المتاريس والسواتر الترابية والخنادق التي ملأت شوارع وأحياء أمانة العاصمة º وبالفعل تم العمل على رفع المتاريس والسواتر الترابية وردم الخنادق ورفع كتل الخرسانات المسلحة التي ملأت شوارع وأحياء أمانة العاصمة واخلاء الاحياء والشوارع من الوحدات العسكرية والامنية وإخلاء المدارس من القبائل المسلحة والمليشيات ومن المنشآت الحكومية والاهلية واستعادة الاوضاع الطبيعية.
إخراج المسلحين
تلى ذلك تنفيذ المهمة الثانية المسجلة في آلية المبادرة الخليجية في البند 16 الذي حدد بعد وقف إطلاق النار إخراج الميليشيات والمجموعات المسلحة غير النظامية من المدن وكذا عودة القوات المسلحة وغيرها من التشكيلات العسكرية إلى معسكراتها ولتنفيذ ذلك فقد أصدرت اللجنة ممثلة بجميع أعضائها تعليماتها بإعداد خطة شاملة زمنية لتنفيذ أعمال اللجنة في أمانة العاصمة وإعداد كشوف تتضمن المواقع المستحدثة المطلوب إخلاؤها بما فيها الشوارع والمنشآت الحكومية والخاصة خلال الفترة 10/12/2011م وحتى 31/12/2012م تلاها نزول ميداني لتنفيذ عملية إزالة المظاهر المسلحة متارس خنادق حواجز الطرق نقاط التفتيش وغيرها في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء ومحيطها ومحافظة تعز وغيرها من المدن الرئيسية الأخرى إضافة إلى فتح الطرقات الرئيسية والفرعية.

50 مدرسة
وفي شهر ديسمبر 2011م بعد الانتشار القبلي المسلح في العديد من المناطق بل وفي المدارس المتواجدة في أمانة العاصمة ما تسبب في تعطيل العملية الدراسية لدى الكثير من الطلبة حينها وجهت لجنة الشئون العسكرية لتحقيق الأمن والاستقرار تحديداٍ يوم الثلاثاء 20 ديسمبر بإخلاء مدارس أمانة العاصمة من المظاهر العسكرية ولم تمر أيام حتى أعلن الناطق الرسمي باسم اللجنة اللواء الركن علي سعيد عبيد عن إكتمال عملية الإخلاء المتمثلة في إخراج المسلحين من مدارس أمانة العاصمة التي بلغت 50 مدرسة استعملت كمتارس.
وهذا ما دفع اللواء علي سعيد عبيد إلى توجيه خطاب شديد اللهجة لكل من تسول له نفسه إعادة المظاهر المسلحة لأمانة العاصمة في حينها قائلاٍ: لن نسمح برجوع أي نوع من أنواع المظاهر المسلحة إلى ما كانت عليه وسنقوم بالنزول من وقت لآخر وفي أوقات مفاجئة إلى نفس الأماكن لإنهاء هذه الظاهرة ويتم تثبيت دعائم الأمن والاستقرار وتهيئة مناخات السلام والوئام الاجتماعي واللجنة عازمة على إنجاز كافة مهامها بمسؤولية وطنية عالية وتهيئة عوامل الأمن والسكينة في كافة أحياء أمانة العاصمة وأرجاء الوطن انطلاقاٍ من المسؤولية الدستورية المسندة إلى القوات المسلحة والأمن.

تأمين خطوط الكهرباء
وبعد هذه المراحل اتجهت اللجنة إلى البحث عن هموم المواطن التي تمثلت في انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويل بسبب الاعتداءات على المنظومة الكهربائية حيث قامت اللجنة بتتبع المخربين واتخاذ الإجراءات الأمنية الكفيلة بالحد من هذه الظاهرة وتأمين الفرق الهندسية المكلفة بإعادة صيانة وإصلاح أماكن التفجيرات التي تعرض لها خط أنبوب النفط في اتجاه) مأرب صرواح ووادي حباب) والتوجيه باتخاذ الإجراءات الصارمة لمواجهة تلك العناصر التخريبية.

مهام أنجزت
نجمل إنجازات اللجنة العسكرية وتحقيق الأمن والاستقرار في هذه المهام التي قامت بها: متابعة إطلاق سراح جميع المعتقلين والمحتجزين على ذمة الأحداث التي مرت بها البلاد وإصدار التعليمات الخاصة بذلك ومعالجة وضع العسكريين المنضمين من الفرقة الأولى مدرع إلى الحرس الجمهوري والعكس ومتابعة الموقف في محافظة تعز والعمل على نزع بؤر التوتر فيها وإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل يناير 2011م ووضع مراقبين من قوة حفظ السلام وبإشراف اللجنة العسكرية في مناطق النزاع والتوتر لمراقبة الموقف والإبلاغ عن البادئ بإطلاق النار.

فتح الطرقات
وفتحت العسكرية العديد من الخطوط المغلقة مثل طريق صنعاء- الحتارش- بيت دهرة – نقيل بن غيلان- فرضة نهم واتخذت إجراءات لازمة لتأمين الطريق عبر إحلال كتيبة من الشرطة العسكرية منتشرة على طول الطريق وقامت بمتابعة قضايا التقطعات وقطع الطرقات في طريق(صنعاء- الحديدة) و(صنعاء- مأرب) وطريق (صنعاء- تعز) و(صنعاء- البيضاء) واتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمينها.

إجراءات ضد القاعدة
كما قامت بالإشراف على تشكيل قوة الحماية الأمنية لأمانة العاصمة والتي تم تشكيلها من وحدات الحرس الجمهوري والفرقة الأولى مدرع والأمن المركزي واللواء 314 مدرع من أجل أن تحل محل نقاط التفتيش التابعة لأطراف النزاع والتي انتشرت في أمانة العاصمة ومتابعة الموقف في اتجاه أبين وشبوة والبيضاء والنجاحات التي حققها أبناء القوات المسلحة بالتعاون مع اللجان الشعبية من أبناء المنطقة لمواجهة عناصر ما يسمى بأنصار الشريعة (تنظيم القاعدة).

إعادة هيكلة الجيش
كما قامت اللجنة العسكرية بالإشراف والمتابعة لعقد الندوة العسكرية الأولى لإعادة هيكلة القوات المسلحة وتم عقد العديد من الاجتماعات واللقاءات مع الوفود الخارجية لسفراء الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية بما فيهم سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن وسفير الاتحاد الأوروبي وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي وكذا مناقشة الوفد الأمريكي الخاص بتقديم المساعدة في عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة ووفد المملكة الأردنية الهاشمية الخاص بتقديم المساعدة في عملية إعادة هيكلة القوات المسلحة.
توحيد للهوية
وقامت اللجنة العسكرية بعد اجتماع لها مع رئيس الجمهورية رئيس اللجنة المشير عبدربه منصور هادي في 25/8/2012م بتنفيذ خطة مكافحة تنظيم القاعدة والعمل بها وتوحيد الملابس العسكرية والأمنية للثلاثة الصنوف (برية بحرية جوية).

حزام أمني
وناقشت اللجنة مع أمانة العاصمة الوضع الأمني في تاريخ 2/9/2012م والاطلاع على مستوى الاختلالات وطرح المعالجات المناسبة لها وذلك بحضور أمين العاصمة الأستاذ/ عبدالقادر علي هلال والأمين العام للمجلس المحلي للأمانة وأقرت عديداٍ من الإجراءات منها تكليف المختصين في وزارة الداخلية بإعداد خطة استراتيجية أمنية لتأمين أمانة العاصمة وتفعيل الحزام الأمني لأمانة العاصمة وإعادة الأطقم المناوبة التي كانت معتمدة سابقاٍ لتعمل تحت إشراف أمين العاصمة ومدير أمن الأمانة.

اليقظة الأمنية
وما يدلل على حرص ويقظة اللجنة في إتمام ما بدأت به في إحلال عملية الأمن والاستقرار قامت بالعديد من الجولات الميدانية التي إطلعت من خلالها على سير عملية إخلاء المظاهر المسلحة بأمانة العاصمة والهادفة إلى استعادة الحياة الطبيعية في الشوارع والأحياء بعد رفع كافة المظاهر والمتارس والسواتر الترابية والحواجز ونقاط التفتيش المتواجدة في شوارع العاصمة صنعاء مثل شارع الزبيري باتجاه جولة كنتاكي وشارع الرياض “هائل” وجولة عصر وشارع الستين وجولة عمران وخط المطار وشارع النصر والدائري الشرقي وصولا إلى شارع خولان بمشاركة دائرة الأشغال العسكرية بإخلاء ورفع كافة المتارس والحواجز والموانع والسواتر الترابية.

عمل دؤوب
وبذلك قامت اللجنة العسكرية بضرب أروع الأمثال في العمل الجاد والجهد الدؤوب ووفق رؤية وخطوات محددة حيث استطاعت منذ الايام الاولى إيقاف إطلاق النار ونزع فتيل الفتنة والازمة والاحتراب والاقتتال.. ولمس المواطنون الجهد الجاد للجنة العسكرية وساندوها ووقفوا داعمين لكل اعمالها ما ضاعف من نجاح عمل اللجنة العسكرية دعم رئيس الجمهورية القائد الاعلى للقوات المسلحة والقوى الخيرة.

قد يعجبك ايضا