نحو تنمية الروابط والصلات..!!
عصام حسين المطري
في ظل الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية تنكمش الروابط والصلات الاجتماعية وتضطرب وتذب
ولكنها لا تموت، فللأزمات المتنوعة سواء قلت شدتها أو تعاظمت انعكاسات سلبية على سطح العلاقات والروابط والصلات الاجتماعية كتصدع البناء الأسري والعائلي والقبلي والجماهيري واعتلاء الانقسام والانشطار والتشظي وتفاعل المكونات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية تفاعلاً سلبيا في محيط ذاك التصدع وهذا الاعتلال على نحو تجلب فيه العاهات والأسقام والأدران السياسية والاجتماعية والاقتصادية لتعشعش في سماء هذا المجتمع أو ذاك مخلفة النزاع والصراع المحموم الذي يروي شجرة القطيعة والاضطراب والتفكك الاجتماعي ليجني الأفراد والجماعات الخزي والعار والحسرة والندامة.
ففي مثل هكذا مجتمع يتوجس القريب من القريب وتظهر حمى التدليس والتزييف، ويحمل الأخ السلاح في وجه أخيه ويتقاتل القوم بعدما أحيوا النعرات الطائفية والحزبية إلى أن يغرقوا في حمامات من الدماء ونداءات العقل والمنطق تناديهم من كل مكان: أن أوقفوا الاحتراب والتطاحن ولا تستعينوا بالبعيد على القريب، واستعينوا بالمكاشفة والحوار المسؤول على حلحلة شتى خلافاتكم واعطوا لأنفسكم فرصة التقارب وبعث التماسك من جديد في محيط العلاقات الاجتماعية.
ومن هذا المنطلق يجب أن نسعى نحو تنمية الروابط والصلات الاجتماعية عن طريق إبراز مقومات تلك التنمية من خلال الآتي:
أولاً: تجييش وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية رسمية كانت إم أهلية أو حزبية لتعمل على إظهار وحدة الأمة والقواسم المشتركة من دين ولغة ووحدة المصير ولترفع عنا مواطن الاختلاف.
ثانياً: على القيادات السياسية والاجتماعية من مختلف الأحزاب والتنظيمات السياسية ومختلف المكونات الاجتماعية نبذ كافة أشكال الفرقة والشتات والقطيعة والتناحر والتأثير بهذا المنحى على شتى قطاعات شعبنا اليمني البطل وتغييب الشتات والعثرات الاجتماعية.
ثالثا: الوصول بالمجتمع إلى أرقى صيغة للتوحد والانسجام بعد السير في طريق التنمية الراشدة للروابط وتعزيز الصلات الاجتماعية عن طريق إحياء الأخوة الإيمانية والعلم الشرعي والفقه حيث يجب أن نتعايش يهدوء في ظل المذاهب المتعددة.
وأخيراً وليس بآخر علينا أن نقوي وننمي الروابط والصلات الاجتماعية في نطاق الأسرة والعائلة والقبيلة والمجتمع باعتبار ذلك من مولدات السلوك السوي والتألف ووحدة الصف، فلنقف هنا ونمتنع عن الغوص في تقطيع الصلات ونعود إلى ذلك الوطن المتعايش الموحد وإلى لقاء يتجدد بكم والله المستعان على ما تصفون.