اليمن مقبرة للغزاة

قدرية الجفري

ظهرت الدول اليمنية قبل الميلاد كنتاج لتوحيدها كأمثال نشق وثيل نجران وغيرها ثم ظهرت بعد ذلك دول معين وسبأ وحمير وحضرموت , وقد تطورت في تلك الدول الزراعة والتجارة والحرف .
ومن تم وفرت الوحدة الاقتصادية في اليمن القديم وهي الصرح الأساسي الذي كانت تنهض على أساسه الوحدة السياسية باتجاه تطور المجتمع القديم .
وبالرغم من التواصل الحضاري فقد كانت انتكاسات ورغبات في الانفصال عن السلطة المركزية بين فترة وأخرى, الأمر الذي أدى إلى حروب متوالية لا تنتهي مردها إلى الأهواء والأطماع الشخصية وحب السيطرة وتغليب المصالح الخاصة , إضافة إلى المخاطر التي كانت تحيق بالدولة اليمنية من الخارج .
حيث حاول اليونان والروم الحد من تفوق اليمن تجاريا والاستيلاء على طرق تجارتها ومن أبرز الحملات الأجنبية على اليمن القديم الحملة الرومانية في عام 24 قبل الميلاد .. والتي شنتها لأسباب اقتصادية وسياسية فقد جهزوا جيشاً قوامه عشرة آلاف جندي بقيادة ” اليوس جالوس “.
وقد تمكن الغزاة الرومان من احتلال عدة مدن يمنية مستغلين الصراعات الداخلية , لكنهم فشلوا في اختراق أبواب مدنية مارب العاصمة السبئية , وذلك لشدة المقاومة اليمنية في المدينة وعلى طول الطريق الذي قطعه الجنود الرومان , وقد استخدم اليمنيون كل الأسلحة والرسائل لمقاومة الغزاة الأجانب حتى لم يعد إلى مصر التي كان الرومان قد احتلوها في عام 30 قبل الميلاد .
إلا مجموعة قليلة من الغزاة الرومان ودفن الجيش الروماني في الرمال اليمنية , ومن خلال هذه الملحمة التاريخية ضد الغزاة سميت اليمن بمقبرة الغزاة “.
ومن بعد تلك الهجمة الشرسة الرومانية على اليمن برزت ضرورة الوحدة السياسية الواحدة لليمن وقيام سلطة مركزية لعموم اليمن كضرورة حتمية ملحة تحتمها معطيات التطور الاقتصادي والسياسي الأمر الذي أدى إلى تحقيق ذلك في القرن الرابع الميلادي عند قيام ملوك سبأ وذو ريدان وحضرموت ويمنت ” الشحر ” حاليا وإعدامهم في الجبال والتهائم والإضافة الأخيرة تمت في القرن الخامس الميلادي , ولم تتوقف هذه المحاولات في لم شمل البلاد المتفرقة في ظل قيادة مركزية موحدة تشمل جميع أطراف البلاد اليمنية .

قد يعجبك ايضا