هناك فرق
صلاح القرشي
من المؤكد والطبيعي أنه لا يوجد أي فرق أو اختلاف جوهري وكبير بين اليمنيين وخاصة أولئك المنخرطين في الحرب الجارية ضد بعضهما البعض، وبين الذين يحاربون مع الجيش واللجان الشعبية، والذين يحاربون مع ما يسمى المقاومة، فلا يوجد أي فرق. بينهما من حيث الشجاعة والإقدام، والبسالة، والصمود والجلد في الحرب، وحتى من الناحية الجسمانية، وكلهم يمتلكون تلك الصفات، بحكم أنهم كلهم يمنيون. ينحدرون ويرجعون إلى أصل واحد ومن القبائل اليمنية التي سكنت هذه الأرض منذ آلاف السنين، وكلهم يمنيون تربوا وعاشوا وتكيفوا مع هذه الأرض اليمنية بطبيعتها وبمختلف تضاريسها، بجبالها ووديانها وسهولها وصحرائها، فهم بذلك متساوون بصفات الإنسان اليمني.
ولقد رأينا تجليات هذه الصفات بينهم في كل الحروب التي خاضوها ضد بعض وفي كل الجبهات، في تعز وفي عدن وفي مارب وفي البيضاء وفي الجوف وفي صعده وفي كل مكان التقوا وجهاً لوجه يتقاتلون.
فقط هناك فرق واحد بين الطرفين، فالذين يقاتلون مع ما يسمى المقاومة، يقاتلون من أجل تنفيذ المشروع السعودي الأمريكي في اليمن، وتحت عناوين طائفية ومذهبية.
كما أنهم يقاتلون تحت رأيه السعودية وتحالفها، وهم يفتحون حدود البلاد وقراهم ومدنهم لدخول الجيوش الأجنبية لاحتلال الأرض اليمنية ومن مختلف الجنسيات، السعودية والإماراتية والكولومبية والسودانية والسينغالية والأريتيرية وغيرها، بالإضافة الى المستشارين والطيارين من ضباط الجنسية الأمريكية والبريطانية والفرنسية والإسرائيلية.
وهم من أيدوا وسمحوا لهذه الدول بقصف وتدمير كل البنى التحتية للدولة اليمنية، وتدمير مقدرات هذا الشعب في المدن والقرى، وتدمير المزارع والمصانع وكل شيء، وقتل الشعب اليمني وارتكاب أفظع المجازر الوحشية في المدنيين الأبرياء.
وهم الذين يتلقون من السعودية وتحالفها الأموال والأسلحة لقتال الجيش واللجان الشعبية جنبا إلى جنب مع جيوش التحالف والتعاون الاستخباراتي معهم ايضا.
لكن في المقابل، اليمنيون الذين يقاتلون باسم الجيش واللجان الشعبية، يقاتلون تحت راية علم الجمهورية اليمنية، وتحت عناوين وطنية وحدوية تحت سقف الثوابت الوطنية الجامعة.
كما أنهم يقاتلون من أجل التصدي للجيوش الغازية الخارجية من احتلال أراضي الوطن اليمني ككل.
والجيش واللجان يحاربون من أجل وحدة هذا الوطن، والمحافظة على سيادته، وحرية شعبه، والمطالبة والاصرار على انتزاع استقلال القرار السياسي للوطن وامتلاكه، والتخلص نهائيا من الوصاية الخارجية والهيمنة والتدخل الخارجي السعودي والأمريكي وغيره.
إذن هذا هو الفرق بين الطرفين المتقاتلين من اليمنيين، ولاشك أن هذا الفرق كبير وخطير ويعبر عن من هو ملتزم بالقيم والمبادئ الوطنية والدينية.
لذلك التاريخ سيكتب وسيسجل هذا الفرق بينهما. فسيسجل التاريخ كل العار والخزي والخيانة للذين يقاتلون مع الأجنبي وفي صفوف ما تسمى المقاومة، بل أيضا سيسجل كل قتلاهم بأنهم سقطوا وقتلوا من أجل المحافظة والاستمرار على المصالح والاطماع والنفوذ السعودي والأمريكي في اليمن، وأيضا من أجل عودة هادي عميلهم وأدوات السعودية ممن حكموا خلال الفترة السابقة الطويلة ، ومن أجل تفتيت وتقسيم الوطن إلى إمارات وأقاليم مذهبية وطائفية ومن أجل التفريط بسيادة الوطن واستقلاله وحرية شعبه.
لكن أيضا سيسجل التاريخ كل العزة والمجد والشموخ والنصر والفخر للمنخرطين في صفوف الجيش واللجان الشعبية، لأنهم ببساطة يدافعون عن الوطن.
وحتى شهدائهم الذين قضوا في هذه الحرب، سيمجدهم التاريخ وسيكتب اسماءهم بأحرف من نور، لأنهم ضحوا بأرواحهم من أجل قضية وهدف وطني محق، والدفاع عن الوطن من الاحتلال الأجنبي وضد عملاء وأعوان هذا الأجنبي في الداخل اليمني، وعن حرية وسيادة واستقلال الوطن وكرامة شعبه وهنا يجب على كل يمني أن يختار وبعناية مع من يقف ويصطف ويؤيد ويحارب.
هل يحارب ضد الوطن أو مع الوطن، وأن يختار كتابة تاريخه بنفسه.