صور باذخة
لحظة يا زمن
لنتخيل سيناريو لفيلم سينمائي: عائلة تفترش الأرض أو على حصيرة هي ما تبقى من الأيام الخوالي، تجلس أمام شاشة التلفزيون المسلح بطبق فضائي في صحراء الطوارق أو صحراء الربع الخالي .. عشر محطات، عشرون ثلاثون.
تتبدل الصور والمشاهد الباذخة تتبدل البلدان والقارات ، والسماء والأرض والطبائع والوجوه والعمران.
كل يوم على هذه الحال ، إلى حد انقطاع الكلام والحوار بينهم وتحولهم بالكامل إلى مخلوقات تلفزيونية //.
ما سلف بين الأقواس من مقال للكاتب والشاعر العماني ” سيف الرحبي” بعنوان عبر الحداثة .. ودش الصحراء // من كتابه حوار الأمكنة والوجوه.
ويواصل الكاتب: لم يعودوا بحاجة إلى سماع أصوات الطبيعة وحيواتها وجمالها ، فهي تقَّدْم لهم جاهزة
مثلما تقدم الوجبات السريعة على الشاشات التليفزيونية لنتخيل عنف التحول الذي طرأ على هؤلاء البشر الذين كانوا مستقرين في مسيرة حياتهم يتناسلون جيلاً بعد جيل حتى اكتسحتهم آله التحديث وقذفتهم خارج تاريخهم بأزمنة ضوئية
ويواصل: إن هذه الصورة تشكل نموذجاً مكثفاً في مأساته للحياة بصورة عامة , تلك التي اكتسحتها تلك الآلة الصماء المثيرة من غير أن يكون لبشرها ذلك الجهاز الحسي والذهني الملائم لإستقبال تلك المعطيات المعقدة التي خلقتها المدينة الحديثة