المثقف ولعب دور المتذمر
مكافح فيروسات
عندما يكتفي المثقف بلعب دور المتذمر والناقم والساخط وغير الراضي على الوضع، فإنه يتحول إلى مجرد نائحة – من جيز النوائح والبواكي – وهذا معناه الإشارة إلى سحب البساط من تحت قدميه، مع أن معظم مثقفينا في الأصل لا يحبون أن يضعوا أقدامهم على أيّ بساطٍ أحمدي في الأرض، ويذهبون ليمتطوا بساط الريح، مفضلين أن يحلّقوا بعيدًا عن مستوى العامة وأن يغرّدوا خارج السّرب، ويتعالون على آلام الناس ومعاناتهم وأوجاعهم وأزماتهم، وكأنهم بذلك يترفّعون عن مناقشة الأمور والمسائل وفق معطياتها وحيثياتها الاجتماعية الشعبية، فيقلّدون أنهم مع (النُّخَب)، وأنهم في صفّ القيادات الحزبية والتنظيمية السياسية، فلا ينالون بغيتهم من رضا الساسة ولا من رضا الشعب ويعلم الله كذلك أنه ولا من رضا الله!!
عندما يكتفي المثقف بلعب دور الواصف للأحداث ولا يقدّم رأيه وموقفه بشجاعة ولا يتحمل مهامَّهُ النقديَّة بمسؤوليَّة، فإنّ حاله حال أيّ عابر سبيل، وقال لك مثقف!!.. كيف مثقف وأنت تعزّز وتؤصّل لشغل الارتزاق والعمالة وترتبط بحبال العصابات الإرهابية من الطرف إلى الطرف؟!
آن الأوان للمثقف اليمني لأنْ يُلقي بأدوار التذمّر النظريّة وراءه ظهريًّا، وينظر إلى الأمام كي يكتشف الوجهة الصحيحة للمضيّ قُدمًا في طريق فسح الطريق لكل الحلول التي من شأنها أن تُخرِجَ اليمن إلى طريق.