لحظة يا زمن.. قراءات
محمد المساح
شيء عبر لا شيء
الشيء يخلقنا ويهلكنا !
يدربنا على استنساخ أنفسنا وتكييف الحواس الخمس : وفقا للذي كنا بفضل الشيء قدما قد وعيناه !
وكذلك اعتدنا .. على ما يقتضيه الشيء من أشياء .. أصبحنا صنيعة ما صنعناه !
.. فإذا تعامى الشيء عنا .. أو تجاهل ما نريد وكان يصمت إن عصيناه , فلانه لا شك يعرف أننا حتما سننظر مرة .. فإذا بنا – من حيث لا ندري – أطعناه لنظل نرقص دونما حرج بحضرته على اللحن البدائي .. الذي كنا نسينا أننا – يوما – سمعناه !.
لا شيء يحدث .. كل شيء يحدث الأحداث تترى : وردة : فاحت عفونتها ! أناس : هاجرت عنها مدينتها !
نعم لاشيء يحدث .. بل ولائم يرتع الذبانْ – وهو يحك طرف ذراعه بذراعه- فيها أو أعراس ينوح المعرسان – ويندب الجمهور فيها: ها هنا لاشيء يحدث أو سيحدث .. بل مأتم يرقص الحكام فيها يضحكون إذا بكينا يعبثون بكل شيء ! ليس من شيء هنا .. لا ليس من معنى ! لتذهب الأشياء طراً .. يا رفيقي للجحيم إذا استمر بنا التنطع والخمول ! ليذهب الشيء القبيح .. ليذهب الشيء الجميل ! لم لا يكون العيب فينا ؟! إنما تستسلم الأشياء كالقطط الوديعة .. بين أيدينا فنمسح ظهرها وتموء غافية قند من لمس فروتها البديعة .. ما ألذَّ مواءها الغافي وأنعَمَ شعرها!
سنسر من سكناتها ، وهدوئها الصافي .. ومن حركاتها الذلل المطيعة .. ثم ننسى غدرها إذ أن للأشياء ثورات نسمي جمرها غضب الطبيعة .. حتى تدهمنا بزوبعة ببركان .. بزلزال فنخشى شرها ونفر من جبروت شيء ما .. إلى جبروت شيء !
هامش
اختيارات من قصيدة طويلة للشاعر ” حسن طلب”