في الاحتفال باليوم العالمي للغذاء
الثورة/ أحمد الطيار
احتفلت اليمن امس بصنعاء باليوم العالمي للغذاء 2015م الذي يتزامن مع الذكرى السبعين للأمم المتحدة تحت شعار الزراعة والحماية الاجتماعية تقويض الحلقة المفرغة للفقر الريفي وسط استغاثات اطلقتها منظمات الأمم المتحدة بسرعة مساعدة 13 مليون يمني بالغذاء على وجه السرعة جراء الأوضاع المأساوية التي يعيشها نتيجة الحرب بين الأطراف المتصارعة مالم فإن مخاطر المجاعة تلوح بالأفق قريبا.
وفي الحفل الذي نظمتها وزارة الزراعة والري بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “الفاو” أكد الدكتور محمد الغشم وكيل وزارة الزراعة والري لقطاع الخدمات الزراعية القائم بأعمال وزير الزراعة والري أن الاحتفال بيوم الغذاء العالمي يأتي وبلادنا تمر بظروف مأساوية وتدهور حاد ومتزايد في وضع الأمن الغذائي والتي تتعرض منذ ثمانية اشهر لقصف غاشم وحصار بري وبحري وجوي أدى إلى إدخال البلد في أزمة خطيرة ومتفاقمة في الأمن الغذائي والوضع الإنساني على نحو غير مسبوق ،ماجعل برنامج الغذاء العالمي يحذر من أن اليمن على حافة المجاعة.
وأضاف الدكتور الغشم إن تقديرات برنامج الغذاء العالمي تشير إلى أن حوالي 13 مليون نسمة بحاجة إلى مساعدات غذائية ومعيشية عاجلة وطارئة،وان معدل انعدام الأمن الغذائي ارتفاع بنسبة 21% مقارنة مع العام السابق.
ولفت إلى أن الحرب قد أدت لحدوث عجز كبير في المواد الغذائية وارتفاع أسعارها لمستوى 400-500%.
ولفت الى انخفاض إنتاجية المحاصيل الزراعية من جميع أصنافها نتيجة للمعاناة المباشر للمزارعين من الحرب والقصف حيث نزحت ما يقارب 200 الف أسرة من المحافظات الشمالية الغربية.
من جانبه دعا الدكتور مطهر عبد العزيز العباسي نائب وزير التخطيط والتعاون الدولي إلى سرعة وقف الحرب والاقتتال في اليمن وكف العدوان عنه مشيرا إلى أن الأرقام الميدانية عن مستوى الأمن الغذائي تثير الفزع كما أن الأسعار المتصاعدة وتخلخل البنيية التحتية للتجارة الداخلية للسلع والمستلزمات الغذائية كلها تؤكد الحاجة لوقف نزيف الدم والبدء بمعركة الإعمار والبناء.
وقال الدكتور العباسي هناك اكثر من نصف السكان بحاجة ماسة للمساعدة الغذائية كما أن الإعصار تشابالا سيسبب دمارا كبيرا في البنية التحتية للمناطق المنكوبة وهذا سيسبب معاناة متفاقمة للسكان وكل ذلك يحتاج لإغاثة ومشروعات كبرى لتعويضهم جرائها.
كما القى ممثل منظمة الأغذية والزراعة الفاو باليمن السيد صلاح الحاج حسن كلمة اكد فيها أن 19 محافظة يمنية تعاني من انعدام الأمن الغذائي منها 10 محافظات في مرحلة الطوارئ و9 محافظات في مرحلة الأزمة أي أن 13 مليون نسمة من السكان حوالي اكثر من 50% من سكان اليمن يواجهون وضعا خطيرا ومعقدا ينذر بمزيد من التفاقم ويحتاجون إلى الدعم العاجل في جوانب الغذاء وسبل المعيشة.
وشدد على ضرورة الاهتمام بالقطاع الزراعي والسمكي والمياه والحماية الاجتماعية والتركيز على الريف الذي يعيش فيه 75% من السكان ويعتمدون على هذه القطاعات كمصدر ساسي للدخل.
وقال ان منظمة الأغذية والزراعة الفاو ترى ضرورة القيام بعدة معالجات منها العمل على تسهيل دخول المشتقات النفطية وتأمين حركة النقل للسلع الغذائية الضرورية وسهولة الوصول اليها ، مناشدا الدول والجهات المانحة إيلاء أولوية لدعم قطاع الزراعة والاسماك والمياه كون ذلك سيخفف من الأثار السلبية لتعطل الملايين من الأيدي العاملة وما يرافق ذلك من مشاكل اقتصادية واجتماعية ،بالإضافة إلى تحسين اليات تقديم المساعدات لاهم القطاعات الإنتاجية الفرعية مثل المحاصيل والثروة الحيوانية ومصائد الأسماك ،مع دراسة آثار الصراع على الجوانب الاقتصادية والاجتماعية بما في ذلك الأمن الغذائي.
.داعيا لتحييد ما تبقي من هذه القطاعات عن الاستهداف والمبادرة لمساعدة الوزارات بإمكانيات ومصاريف التشغيل لتأمين مايمكن من خدمات ضرورية وملحة للمواطنين.
من جانبه لفت السيد يوهانس فاندر كلاو منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة الى المخاطر الجمة التي تحدق بملايين اليمنيين في الوقت الراهن قائلا هناك ملايين اليمنيين في الميدان يتضورن جوعا ولم تستطع المنظمات الدولية او المحلية الوصول اليهم بسبب الحرب .
كما اعتبرت مديرة برنامج الغذاء العالمي الدكتورة بورنيما كاشي بان 13 مليون يمني هم ضمن المرصودين بالحاجة للمساعدة لكن هذا الرقم ربما يكون اقل من الواقع في الميدان .
ونوهت بالجاحة الماسة للمساعدات الغذائية للبرنامج فهناك نقص يشوب علمية التدخل حاليا جراء نقص الإمكانيات فكل مليون من السكان يحتاجون ل33 الف طن من المواد الغذائية وهناك صعوبة في ايصالها وتوفيرها وتسليمها في الميدان جراء الحرب والنزاعات.