ليكن الشعب هو البطل..!!
عبدالله الصعفاني
* شواطئ اليمن الجنوبية الشرقية تحت إعصار تشابالا.. الإعصار حسب أجهزة الرصد الدولية من المستوى الرابع الذي يحمل معه مخاطر المد والجزر الحاد وشيئا من الفيضانات التي لا تصمد أمامها حتى الأشجار.. ووفقا لذات التقارير قد يكون هذا الاعصار الأقوى في الأعاصير التي شهدتها المنطقة.
* إعصار تشابالا متحول إلى عاصفة مدارية ومصحوب بأمطار غزيرة وفيضانات ترتفع له الأمواج إلى ما يقارب العشرة أمتار وهو ما أثار مخاوف السكان وتحذيرات خبراء الطقس حتى سكان جزيرة سقطرى غادروا بيوتهم إلى الكهوف وإلى رؤوس الجبال, مثيرين التساؤل حول ما الذي فعله سكان المناطق الساحلية في الشرق اليمني حيث المأمول أن يكون سكان الشواطئ وجحافل الصيادين قد غادروا بقواربهم مناطق الخطر بعد أن أخذت حتى بوارج العدوان حذرها.
* الكارثة أن لا يكون سكان المناطق الساحلية وسكان الجزر والصيادين لم يأخذوا حذرهم من بينات هذا الاعصار وكذبوا نشرات جوية يتوجسون عادة من مصداقيتها لكنها بالنسبة لإعصار بهذا الخطر صادقة حيث أجهزة الرصد تجيد التنبؤ بكوارث من هذا النوع بنظم معلومات راقية واطلس للأزمات وانذار مبكر نسمع عنها ولا نمتلكها أو حتى نهتم بتقليدهم ومحاكاتهم كجزء من الخيبة العامة للأوطان والشعوب اليتيمة.
* وبلد مثل سلطنة عمان لا بد أنها استعدت لمواجهة تبعات هذا الاعصار متسلحة بخبرتها مع اعصار «غوغو» واعصار «فيتا» اللذين سبق وأن ضربا السواحل العمانية في العامين 2007م و2010م حيث الاجراءات الاحترازية ثقافة متراكمة وحيث المسؤولية محترمة وحيث أنها غير واقعة تحت عدوان أو احتلال كما هو حاصل في المناطق الجنوبية ما يعني التقاء غياب أجهزة الدولة مع العدوان مع تقليل القاعدة من أهمية الأخذ بالأسباب.
* وأما بعد شكرا لفرق الانقاذ السقطرية في التعاطي مع مثل هذه الكارثة فإن مناطق مثل سواحل حضرموت وأبين وشبوة وغيرها هي بحاجة للتسلح بالوعي الشعبي المتمثل في الابتعاد عن الأماكن المنخفضة ومجاري السيول والاحتراز من معنى القول بأن ما يهطل من أمطار خلال يومين مع إعصار تشابالا توازي أمطار عام متواصل.
* وكما أن ضعف الحائط الدفاعي يغري اللصوص فإن ضعف الاحتياطات وغياب دور المؤسسات بالعدوان يجعل الحاجة متزايدة للجهود الشعبية.
توعية وحركة إخلاء وانقاذ لتفادي الخسائر البشرية والمادية وحتى الترصد الوبائي ومواجهة أمراض ما بعد الاعصار والفيضانات وكفاية علينا عدوان العاصفة.
* في تغييب العدوان للأجهزة الرسمية مهم أن يعرف السكان مجموعة المحاذير والاجراءات الاحترازية .. والكل قادر بما يستطيع.. ومن العار أن ينام شخص فيما إخوة له يتعرضون للغرق أو الهدم أو الجرف.. ومواجهة الكوارث الطبيعية مسؤولية الشعب بأكمله.. وحتى لو كان أداء الواحد منا رديئا في الأحوال العادية فإن رد الفعل عند الأزمات والكوارث لا يجب أن يكون أكثر رداءة.
* ويا أهل الاعلام وأهل التثقيف يجب أن تسهموا في أن يكون عند المواطنين ثقافة مواجهة القصف وثقافة الزلازل والسيول والصواعق والأعاصير .. ثقافة الأخذ بإجراءات السلامة.. وحسب الجميع ادراك أن الكوارث لم تعد تفرق بين غني وبين فقير وأننا عند أزمة العدوان وأزمة كل كارثة بحاجة لترسيخ مفهوم أن يكون الشعب اليمني دائما هو البطل.