تحقيق/ نافع الحكيمي –
محطات الوزن الحالية أصبحت وسط المدن وبحاجه إلى مراجعة..
تشكل الحمولة الزائدة للشاحنات والسيارات والآليات الثقيلة خطراٍ على سلامة الطرق وعلى سائر مستخدميها والتي مع تزايدها ستلحق أضراراٍ في البنية التحتية للطرق وتقلل من عمرها ومستوى السلامة المطلوبة لسير المركبات عليها مما يشكل أعباء وتكاليف إضافية على المال العام سواء لإعادة إنشائها أو صيانتها إضافة إلى أنها تعد أحد الأسباب المؤدية للحوادث المرورية والخسائر الناتجة عنه .. التحقيق التالي يقف على هذه المشكلة ويبحث أسبابها .. فإلى التفاصيل:
تقاريره السنوية
أوضح صندوق صيانة الطرق في تقريره السنوي أن أعمال الصيانة ترتفع كل عام في حين أن البلاد بحاجه إلى المزيد من شبكة الطرق وتطوير الموجود ..
ورصدت محطات الوزن المحوري خلال العام الماضي أكثر من (5918) شاحنة مخالفة للأوزان من إجمالي (99028) مركبة دخلت أربع محطات للوزن المحوري في كل من محافظتي تعز والحديدة .. سجلت محطة مدينة تعز أكثر عدد لشاحنات المخالفة حيث سجلت (35495) شاحنة منها (3873) مخالفة يليها محطة الحديدة حيث رصدت (1895) ناقلة مخالفة من إجمالي (45019) ناقلة مرت عليها..ومن ثم محطة حرض والتي قيدت (131) مخالفة من إجمالي (15635) مركبة وأخيراٍ محطة المخا والتي لم ترصد سوى (19) مخالفة من (2879) شاحنة ..
السائقون
وهنا أكد عدد من السائقين للشاحنات عدم علمهم بالحمولات الزائدة في مركباتهم .. مطالبين بإيجاد موازين في الموانئ ليعرف التاجر ذلك ويلزم بأخذ ناقلتين بدلا عن ناقلة واحدة .. وأشار آخرون إلى وجود ضعفاء نفس من السائقين غير المالكين للشاحنات يقومون بالموافقة على حمولات زائدة بمقابل مالي زهيد من التجار وهم بهذا لا يبالون بالإضرار بالمركبة والطرق.. داعين إلى تشديد الرقابة وضبط المخالفين ..
المحطات
نائب مدير محطة الحديدة عادل العرشي أكد لنا أن محطات الوزن المحوري هدفها تطبيق قانون الأوزان والأبعاد الكلية لمركبات النقل رقم (23) لعام 1994م والقانون يهدف إلى الحفاظ على شبكة الطرق وتجنيب مستخدمي الطرق الآثار السلبية الناتجة عن الحمولات الزائدة كون الحمولات الزائدة تدمر شبكة الطرق الأمر الذي يكلف الدولة مليارات الدولارات سنويا للقيام بعمل الصيانة …
موضحاٍ أن أسباب تدني وانخفاض عدد الشاحنات المارة من محطات الوزن المحوري إن هذه المحطات بنيت منذ الثمانينيات وكانت في موقعها السليمة في ذلك الوقت إلا أن التوسع السكاني والعمراني تطلب توسع شبكة الطرق وفتح منافذ أخرى مما جعل من هذه المحطات في وسط المدينة الأمر الذي أدى إلى عدم فعالية هذه المحطات للقيام بدورها الرقابي لضبط الحمولات الزائدة وعلى سبيل المثال محطة الوزن المحوري بالحديدة لا تؤدي دورها بالشكل الكامل نتيجة وجود خطوط فرعيه ومنافذ أخرى مثل خط الكدن والخط الساحلي بنقطة الدريهمي وخطوط أخرى..
وأشار نائب مدير محطة الوزن المحوري بالحديدة إلى أن الصندوق بصدد إنشاء محطات وزن جديدة على شبكة الطرق وفي عدة مناطق والتي منها منطقة العبر والمكلا في محافظة حضرموت ومنطقة العند بمحافظة لحج وكذا منطقة العلم في محافظة أبين ..
إضافة إلى إنزال ثلاث فرق لتشغيل الميازين المتحركة والتي حدد لها برامج ومناطق عمل .ومنها الميازين المتحركة على الخط الساحلي والذي سيغطي خط الساحلي عند نقطة الدريهمي وخط الكدن بأجل كما أفاد بأن قيادة الصندوق يعملون على توفير ميازين جديدة وإنشاء محطات وزن ثابتة على شبكة الطرق. وكذلك وضع ميزان ثابت على مخرج البوابة الشرقية في ميناء الحديدة.
موضحاٍ أن رئيس مجلس الإدارة بالصندوق المهندس أنيس السماوي وجه دعوة إلى كافة الجهات ذات العلاقة إلى المساهمة والتعاون مع المحطات في تفعيل قانون الأوزان المحورية كل من موقعه بحسب ماجاء في قرار مجلس الوزراء رقم (119) لعام 2000م الذي يلزم جميع الجهات ذات العلاقة بالتعاون مع صندوق صيانة الطرق ممثلا بمحطات الوزن المحوري في تطبق قانون الأوزان المحورية ولائحته ..
ودعا العرشي جميع مستخدمي الطرق من مواني ونقابات ومكاتب النقل الثقيل . ومصانع ومحاجر وتجار وسائقي الشاحنات الخاصة إلى الالتزام بالحمولات القانونية بالأوزان المحورية والحفاظ على شبكة الطرق ومن اجل المصلحة العامة بهدف تحقيق السلامة المرورية والحد من الحوادث المرورية الناتجة عن ما تسببه الحمولات الزائدة من تخريب ودمار لشبكة الطرق.
المرور
ومن جهته أوضح مدير مرور محافظة الحديدة العقيد علي العياني أن أسباب عدم الالتزام ناتج عن جهل السائقين لأضرار الحمولة الزائدة على المركبة نفسها إضافة إلى أضرارها على الطريق وذلك بسبب إعادة تصليح وصيانة الطرق المتضررة وبشكل متكرر وتسببها في وقوع عدد من الحوادث حيث أن الحمولة الزائدة تقصر من العمر الافتراضي للمركبة مما يعني تلفها أو خروجها عن الجاهزية في وقت مبكر والتأثيرات السلبية على سلامة مستخدمي الطرق وزيادة عدد الحوادث المرورية بطرق غير مباشرة..
وأشار مدير مرور محافظة الحديدة إلى أن وجود محطة للوزن المحوري في الحديدة ضروري لأن المكان الذي يوجد فيه الميزان أصبح غير منطقي لأنه في قلب المدينة ومن الضروري إيجاد المحطات في النقاط الاستراتيجية التي تحتاجها .. كي لا تكون الناقلة قد مرت بعشرات الكيلومترات وخربتها وبذلك تحقق الهدف من وجودها بتحقيق السلامة..
الموانئ
ولمعرفة رأي الموانئ حول الحمولات الزائدة كون أغلب القاطرات الكبيرة تقوم بشحن البضائع من المواني يقول الأخ قاسم مهدي حيدر مدير عام ميناء المخا أن العوائق في العمل في بلادنا تعتمد على الفهم الخاطئ وتقديم المصلحة الشخصية على العامة بينما الأصل أن تذوب المصالح الشخصية في مصلحة الوطن .. وفيما يخص الحفاظ على البنية التحتية للوطن من شبكات الطرق .. فإن عمل الميناء يجب أن يرتبط بعمل محطة الوزن المحوري وأن يتم التنسيق المشترك لضبط الحمولات من مصدر التحميل لما لذلك من أهمية في الحفاظ على شبكة الطرق وتحقيق السلامة المرورية ..
مؤكداٍ إمكانية إنشاء ميازين داخل الموانئ تحد من الحمولات الزائدة من المصدر قبل سيرها بالطرقات وبذلك يتم ضبط عملية الأوزان من مصادر التحميل ليتبقى فقط الحمولات الداخلية للمصانع وغيرها وهذه يمكن ضبط ملاكها وإلزامهم بالأوزان…