
تقرير/ عارف الأتام –
ضرورة تحديد الفئة العمرية المستهدفة عند إصدار أي مطبوع موجه للطفل والإهتمام بالعملية الإخراجية والتحريرية
كشفت دراسة علمية حديثة عدم تحديد الفئة العمرية للاصدارات الخاصة بالطفل لووجود تصور خاطئ بأن الأطفال هم فئة عمرية واحدة غالباٍ ما تكون (9-12) فجميع المواضيع توجه إلى هذه الشريحة وتستهدفها دون غيرها وعدم وجود متخصصين في مجال صحافة الطفل فجميع العاملين ذوي تخصصات مختلفة جميعهم حبهم لهذا العمل فقط. ان ما يصدر من المطبوعات جميعها بمجهود ذاتي أو تابع لإحدى المؤسسات الخاصة وانعدام دور وزارتي الثقافة والإعلام بإصدار مطبوع دوري خاص بالطفل
وتوصلت الدراسة الموسومة بــــ ” نشــأة صـــحـــافـــة الطــفــل وتــطــورهــا في اليــمـن -دراسة وصفية تحليلية” الى ان توقف غالبية هذه المطبوعات وبقاء أربع مجلات هي(اسامة المثقف الصغير اطفال شوذب سياج) (حتى تاريخ انجاز البحث). إضافة إلى صفحتين (الطفولة-الثورة الطفولة -اليمانية) لسبب مادي بحت
واوضحت الدراسة التي بموجبها حصلت الباحثة سماء علي عبد الكريم الصباحي على درجة الماجستير بتقدير امتياز ان انعدام الدعم المادي أدى إلى صدور غالبية المطبوعات بشكل وإخراج ضعيفين(عدا المجلات الخاصة ومجلة اسامة) فمطبوع الطفل دون المطبوعات الأخرى يحتاج إلى نوعية ورق وطباعة مميزينº كونها تعتمد بشكل أساسي على الرسوم والصور وكونها أيضاٍ موجهة لشريحة خاصة لها ذوقها الخاص الذي لا يستخف به وعدم تخصيص جائزة خاصة بالطفل في اليمن لتشجيعه في مجال الإطلاع والكتابة والرسم واهمال المدارس لدور مكتباتها والنظر إلى حصص المكتبة كنشاط اختياري يحق للطالب تجاهلها إن أراد وعدم اهتمام أولياء الأمور بمطبوع الطفل وجعله من اولوياتهم نظراٍ لبساطة المدخول الشهري لبعضهم. فقد ذكرت أحدث دراسة عن المركز اليمني للدراسات أن معدل اجمالي الدخل القومي للفرد الواحد قدر بـ (460)$ في السنة كما يعيش 29% من السكان بأقل من دولارين في اليوم للفرد الواحد فكيف نتوقع مثلا من أولياء الأمور أن يقومو بشراء مطبوع لأطفالهم متوسط سعره يصل إلى دولار أو دولار ونصف كما هو مكتوب في أغلب أغلفة مطبوعات الأطفال الجيدة والتي ينصح الخبراء والمتخصصون بالاستعانة بها لتثقيف وتسلية الطفل.
واوصت الدراسة التي تعد اول رسالة ماجستير تناقش بقسم الصحافة كلية الإعلام جامعة صنعاء بضرورة تحديد الفئة العمرية المستهدفة عند إصدار أي مطبوع موجه للطفل وتحث القائمين على وسائل الإعلام الحكومية على افراد صفحات وملاحق تعنى بصحافة الطفل والاهتمام بمصادر تمويل مجلات الأطفال اليمنية الذي حال دون استمرار أغلبية المجلات إن لم يكن جميعها وتوقفها بعد اصدار أعداد بسيطة منها والإهتمام بالعملية الإخراجية والتحريرية ونوعية الورق فالمجهود الذي بذل للمطبوع قد يِذهب سْدى إذا قدم بشكل وإخراج ضعيفين مهما كان مضمون المادة التحريرية جيداٍ وقائم على أسس صحيحة وتجديد شكل الكتابةº كون الطفل مْعرضا للتحديث الرقمي والحداثي المستمرين وتنمية الكوادر المتخصصة في هذا المجال عبر التدريب المستمر رغم أن الكادر لم يكن يشكل عائقا أساسيا فقد أثبت الكادر اليمني في مجال مطبوع الطفل جدارته وكفاءته وذلك من خلال بروز الكثير من الأسماء في هذا المجال رغم عدم تخصصه وإشراك أولياء الأمور حول كيفية التعامل مع الأطفال وتوعيتهم بأهمية المطبوع للطفل وغرس حب القراءة عن طريق مشاركتهم بما يقرأون وإدراج مادة صحافة الأطفال ضمن مواد التدريس الصحافية في كليات الإعلام والمعاهد العليا ودعم دور النشر المهتمة وأن تكون صحافة الأطفال عملاٍ مؤسسياٍ تشرف عليه الدولة بنفسها لأهميتها. وحث الجهات المعنية في الحكومة على اصدار مطبوع خاص بالطفل توفر له كافة الإمكانيات لاستمرار صدوره.
وتمحورت مشكلة الدراسة التي اشرف عليها الأستاذ الدكتور/محمد عبد الجبار سلام والدكتور/ علي العمار مشرف مشارك حول غياب الرصد الدقيق لنشأة صحافة الطفل في اليمن حيث سعىت الدراسة لمعرفة نشأة صحافة الطفل وتطورها في اليمن والوقوف على واقع المطبوعات التي صدرت وتوقفت والتي مازالت مستمرة حتى الآن. كذلك معرفة القوالب التحريرية التي استخدمتها وتستخدمها هذه المطبوعات بالإضافة إلى معرفة العناصر التيبوغرافية في إخراجها.
وتكمن أهمية الدراسة في تغطيتها لجانب مهم من الصحافة المتخصصة هي صحافة الطفل كونها صحافة حديثة النشأة قليلة التجربة. إضافة لكون هذه الدراسةمن الدراسات الأولى من نوعها في اليمن ولذا فهي تطمح أن تؤسس لدراسات وأبحاث قادمة تشمل الجوانب المستجدة في هذا المجال خصوصا وان صحافة الطفل تحتل أهمية كبيرة نظراٍ لما تمثله مرحلة الطفولةْ من أهميةُ فائقةú في بناء شخصية الفرد وتكوين وعيه اللاحق وتحديد اتجاهاته التربوية والنفسية والثقافيةº تْولي النظرياتْ المختلفة إعلاميةٍ وتربويةٍ ونفسيةٍ للطفولة عنايةٍ خاصةú لما تؤديه من دورُ في تنشئة الأجيال وبناء المجتمع على أسسس سليمة للفرد فيها مكانة َتؤهلْه لخدمة المجتمع والمساهمة الفاعلة في تقدمه وتطويره وإنجاز البرامجش الحياتية المتصلة بالمجتمع ومؤسساته الدستورية والقانونية والتعليميةú.
واعتمدت الباحثةْ في دراستهاعلى المنهج الوصفي والمنهج التاريخي والتحليلي وذلك لمعرفة التجارب التي ظهرت في اليمن من إصدارات صحفية بقصد التوصل إلى ظروف نشأتها وتتبع مراحل تطورها.وعرض واقعها وما تحكم فيها من رؤى مضمونية وفنية.
وتحدد مجتمع الدراسة مجموعة الصحف والمجلات الموجهة للطفل اليمني من بداية ظهورها حتى 2010م(نظراٍ لتوقف غالبيتها في عام2011م بسبب الظروف التي مرت بها اليمن) والمسؤولين عن تحرير وإصدار المطبوعات والمختصين في صحافة وأدب الطفل وقامت الباحثة بجمع بيانات الدراسة عن طريق الملاحظة وصحيفة استقصاء والمقابلة