لحظة يا زمن..شعر…..
كان القطار يسير كالأفعى الوديعة , من بلاد الشام حتى مصر , كان صغيرة يخفي ثغاء الماعز المبحوح عن نهم الذئاب كان وقت خرافي لتدريب الذئاب على صداقتنا , وكان دخانه يعلو على نار القرى المتفتحات الطالعات من الطبيعة كالشجيرات “الحياة بداهة , وبيوتنا كقلوبنا مفتوحة الأبواب “
كنا طيبين وسذجا , قلنا البلاد بلادنا قلب الخريطة لن تصاب بأي داء خارجي والسماء كريمة معنا , ولا نتكلم الفصحى معا إلا لماما , في مواعيد الصلاة , وفي ليالي القدر حاضرنا يسامرنا , معا نحيا , وماضينا يسلينا إذا احتجتم إلي رجعت , كنا طيبين , وحالمين فلم نر الغد يسرق الماضي , طريدته ويرحل “كان حاضرنا يربي القمح واليقطين قبل هنيهة ويرقص الوادي “
وقفت على المحطة في الغروب , ألا تزال هناك امرأتان في امرأة تلمع فخذها بالبرق ¿أسطوريتان عدوتان , صديقتان وتؤمان .
على سطوح الريح تغازلني , وثانية تقاتلني ¿
وهل كسر الدم المسفوك سيفا واحدا لأقول :إن الهتي الأولى معي ¿
“صدقت أغنيتي القديمة كي أكذب واقعي “
كان القطار سفينة بحرية ترسو , وتحملنا إلى مدن الخيال الواقعية , كلما احتجنا إلى اللعب البرئ مع المصائر , للنوافذ في القطار مكانه السحري في العادي , يركض كل شيء تركض الأشجار , والأمواج والأبراج تركض خلفنا وروائح الليمون تركض والهواء وسائر الأشياء والحنين إلى بعيد .
غامض والقلب يركض .
“كل شيء كان مختلفا ومؤتلفا “وقفت على المحطة , كنت مهجورا كغرفة حارس الأوقات في تلك المحطة كنت منهوبا يطل على خزائنه ويسأل نفسه هل كان ذاك العقل /ذاك الكنز لي ¿
هل كان هذا اللازوردي المبلل بالرطوبة والندى الليلي لي ¿
هل كنت في يوم من الأيام تلميذ الفراشة في الهشاشة والجسارة تارة , وزميلها في الاستعارة تارة ¿ هل كنت في يوم من الأيام لي ¿
هل تمرض الذكرى معي وتصاب بالحمى ¿
“محمود درويش ..!
مقاطع من قصيدة .
على محطة قطار سقط عن الخريطة “.