حول مأساة اللاجئين.. ماذا عن اليمنيين¿
يتسابق معظم القادة في أوروبا نحو عقد الاجتماعات الثنائية والجماعية بهدف التشاور والتحاور للبحث عن حلول ومعالجات إنسانية للأزمة الكبيرة التي نتجت عن توجه مئات الآلاف من الهاربين من جحيم الحروب التي تشهدها دول عديدة في منطقة الشرق الأوسط لم يجدوا إلا النزوح عبر “قوارب الموت” إلى أوروبا فنجح الكثير منهم في الوصول إلى اليونان ثم ايطاليا فالمجر وغيرها من البلدان في المقابل هناك دول أوروبية أخرى أغلقت حدودها أمام الكثير من اللاجئين القادمين من بعض الدول العربية مثل سوريا التي تتصدر القائمة التي اضطر عدد كبير من مواطنيها إلى الرحيل عنها هروبا من الحرب القذرة والكارثية التي يشهدها القطر السوري الشقيق كانت قد بدأت في العام 2011م ضمن ما يسمى الربيع العربي الذي ثبت لاحقا أنه جحيم وكابوس صنع في دوائر الغرب وتم تصديره مع سبق الإصرار والترصد إلى بعض الدول العربية تحت عنوان انتفاضة شعوب تلك البلدان للمطالبة بالتغيير الخ…
وبالرغم من تزايد أعداد اللاجئين الواصلين إلى أوروبا وهم من جنسيات مختلفة كالعراق وأفغانستان ناهيك عن الفارين من شبح النزاعات الداخلية في الصومال جنوب السودان. إلا أن جل القادة الأوروبيين تفاعلوا وتعاطفوا كثيرا مع مأساة أولئك الناس الباحثين عن النجاة من شبح الموت سواء بالرصاص أو جراء الجوع فأعلن عدد من القادة الأوروبيين عن استعداد دولهم لاستقبال أعداد كبيرة من اللاجئين في حين تلكأ بعض القادة في دول أخرى عن المشاركة في تقاسم أو تحمل أعباء قدوم أولئك اللاجئين الوافدين إلى أوروبا بحثا عن الأمان.
وبغض النظر عن تعاطف الكثير من الشعوب والقادة الأوروبيين وعدم تجاوب القليل من القادة أو الدول إلا أن الأمر المخزي بل والمعيب يتمثل في ذلك الموقف (الفضيحة) الذي اتخذته الغالبية العظمى من القادة والمسؤوليين العرب إزاء تلك المأساة المؤلمة فلم يسجل لأولئك الحكام أي تحرك في سبيل الحد من تفاقم أزمة اللاجئين الذين يبحثون عن ملاذ آمن للبقاء على وجه الحياة.
علما أن الكثير من أولئك الزعماء والحكام قادرون على فعل الكثير والكثير تجاه تلك المأساة الإنسانية التي وجدت التفاعل والتعاطف من الأوروبيين أنظمة وشعوبا وحتى من قادة وشعوب آخرين من جميع قارات العالم!
وقد كان متوقعا أن يحظى اللاجئون السوريون وغيرهم بالاهتمام والرعاية من قبل إخوانهم في الدين والعروبة كتقديم بعض الغذاء أو الدواء ولكن لا حياة لمن تنادي!
الغريب والمريب أن أولئك الحكام كان بوسع الكثير منهم القيام بالكثير من التحرك في سبيل التقليل من حجم وأعداد الهاربين من جحيم تلك الصراعات والحروب الناشبة في دولهم وذلك من خلال العمل على إيقاف تلك الحروب والحرائق بقطع كل وسائل التمويل التي تقدمها للأسف الشديد العديد من الدول والأنظمة العربية أو الإسهام في تقليص ذلك الدعم المشبوه للجماعات المتطرفة التي تقاتل في سوريا والعراق ومرة أخرى.. لقد أسمعت لو ناديت حيا.. ولكن لا حياة لمن تنادي!
آخر السطور
لم تقف الشعوب والأمم الحرة مكتوفة الأيدي وقد تابعنا خلال الأيام والأسابيع القليلة الماضية كيف خرجت المبادرات من مختلف القادة السياسيين ومن نجوم المجتمع سواء في أوروبا أو في الأمريكتين وفي استراليا وغيرها وكلها مبادرات تستحق التقدير والإشادة لما نتج عنها من تقديم الدعم المادي عبر التبرع السخي أو المبادرة إلى تنظيم المباريات الرياضية وتخصيص ريعها لصالح دعم ومساندة اللاجئين الذين وصلوا إلى عدة دول أوروبية ناهيك عن اللاجئين المقيمين في بعض الدول المجاورة لسوريا.
أما على المستوى العربي الرسمي أو الشعبي فحدث ولا حرج فالصمت كان هو السائد فقط وحتى جامعة الدول العربية أو بيت العرب فقد سارت على ذات النهج ولزمت السكوت المريب وذهب أمينها العام نبيل العربي إلى أبعد من ذلك حين قال إن قضية اللاجئين السوريين فوق قدرة الجامعة العربية!
وفي ذات الشأن ما الذي يمكن انتظاره من العرب والمحسوبين على ديننا الإسلامي تجاه الكارثة الناشبة حاليا في اليمن السعيد! والذي يشهد بوادر اندلاع أزمة لاجئين مخيفة داخليا أو باتجاه خارج الحدود بسبب الحرب القذرة التي دشنها “التحالف العربي” بقيادة السعودية منذ ستة أشهر!¿¿