يا أمة صمتت دهرا .. انطقي ولو كفرا
لو أرادت أمريكا إيقاف الحرب على اليمن فعلا لتوقفت غصبا رغم أنف السعودية ومجلس الأمن والأمم المتحدة وتوقفت مصانع أسلحة اليهود عن الدوران وكف الأعراب عن الهذيان !
ليس غريبا ذلك الصمت المريب على ما تتعرض له بلادنا وشعبنا من إبادة جماعية من أعداء الإنسانية والحياة . . ومن همجية العدوان على يمن الحكمة والإيمان وشعبها الفقير الغلبان .. وليس بجديد صمتهم هذا على طغاة اليوم من القتلة والمجرمين الذين يمارسون فجورهم العسكري والحربي على أرض الحضارة والتاريخ .. ليس غريبا صمتهم الآن على حرب اليمن وقد صمتوا قبلها على الحرب التي شنتها دول التحالف بقيادة أمريكا على العراق وبطلب وموافقة دول الخليج العربي ..وقبلها سكت العالم أجمع وبارك احتلال فلسطين من قبل إسرائيل تنفيذا لوعد بلفور المشؤوم .. وقد لا تتورع بعض بلدان الصمت العربي عن فتح سفاراتهم في القدس بدلا من تل أبيب .. ليس ذلك الصمت الرهيب بعجيب وقد سقطت ليبيا والعراق وسوريا ولا سمح الله بعد فلسطين وبأيد عربية وتمويل عربي وبالة التدمير العسكرية الأجنبية مدفوعة الثمن من المال العربي وثرواته المعدنية !
والآن .. العالم العربي والإسلامي والغربي يعمل صامتا وغير هزاز ولا يسمعون رنين جرس الإبادة الجماعية الذي يتعرض له أبناء الشعب اليمني العظيم من قبل دول التحالف بقيادة السعودية التي بذلت أموال الشعب السعودي في سبيل تحقيق هذا الصمت على كل ما تقوم به من عدوان على اليمن وسيادتها وهاهم بعض الحكام العرب إلى جانب صمتهم على العدوان يشاركون السعودية والإمارات وقطر في حرب وحصار اليمن. . بل استلمت نصيبها من المال السعودي المدنس .. داخلة في مكسب العدوان وخارجه من خسارة اليمن ومخلصة نفسها من الضغط السعوخليجي المرهون برضى أمريكا و حلفائها .
وإن لم يكن ذلك بصحيح فلماذا يصر حكام آل سعود على إقحام أكثر من دولة عربية وافريقية في حرب اليمن .. وما هو السر في إشراك مصر معها في هذه الحرب الظالمة .. مع أن مصر كان حريا بها أن تكون شوكة الميزان لإحلال الأمن في أي بلد عربي وليس كما قام به الرئيس عبدالفتاح السيسي بمحاربة الإخوان المسلمين في مصر والآن يحارب معهم في اليمن ضاربا بمصر وبدورها القومي عرض الحائط .. ومن يقول لنا ويفسر لماذا تحولت الجامعة العربية إلى دكان في سوق دول الخليج .
وإذا كان الأمل في الدور العربي مفقودا في وقف الحرب والعدوان والحصار على اليمن .. وإذا كان الألم من الجامعة العربية معهودا وموقفها المخزي تجاه اليمن وقبل ذلك فلسطين والعراق وليبيا وسوريا ولبنان وتونس .. فإن الأمل معقود في الله تعالى ومن بعده سلطنة عمان وروسيا وباقي الدول المحبة للسلام في وقف الحرب والعدوان على اليمن وسيادتها ووقف نزيف الدم الذي صار شبه يومي في اليمن .
وأقول لمجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة يكفي صمتا .. يكفي سكوتا على إجرام دول الخليج في حق الشعب اليمني العظيم .. الآن طيران العدوان السعودي والإماراتي يتنافسون في استهداف الأحياء الشعبية لقتل المدنيين من الأطفال والنساء والشيوخ جهارا نهارا.. ولا حياة لمن تنادي ! وكل عام وأنتم بألف خير وحماية.