عيد.. بأي حال عدت يا عيد¿!
عبدالسلام الحربي
العيد في اليمن ومناسباته الدينية العظيمة وفرصته الاجتماعية هذه الأيام وتحديدا منذ سنوات التغيير الماضية لا تزال في أسوأ حالاتها لدى أوساط الشعب اليمني البسطاء في كل مناحي الحياة العامة بكل خدماتها ومرافقها المتضرر الأول فيها والأخير ذلك الإنسان اليمني البسيط وطبقاته المحدودة الدخل والفقيرة في دخلها وعدم وجود المصدر.
العيد في اليمن.. أحداث وقصف واختلاف لأطراف الحوار السياسي .. ومصالح تحقق على حساب الوطن والشعب لا حول لهم ولا قوة من كل ما يحدث في البلاد.
لم تفصلنا عن مناسبة عيد الأضحى المبارك سوى أيام لا تعد بالأصابع.. ستة أيام من العشر الحرم وأربع شارفت على الأنتهاء.. لكن حرماتها لاتبدو على محيا هذا الشعب كلها عدوانا وقصفا طال كل شيء.. ومواجهات الداخل لا تزال على أشدها.. تسابق على الفوز في حصد المزيد من الأبرياء.. تقدم في جبهات القتال في بعض محافظات اليمن في أغلبها لا تدري بين من ومن أجل من.. وأخبار تسرد تقدم اليمن وجيشها الوطني المقدام وأبطاله الصناديد في خطوط التماس وحدود المواجهات نحو أرض قيادة العدوان وتحالفاته تسر النفوس وتعيد الأمل لأبناء شعبنا أن الجيش اليمني لا يزال في معنويات عالية والعتاد والعدة لايزالان كافيان حتى تحقيق النصر.. والمخزون في أمان للحفاظ على أمن اليمن ومواجهات أي عدوان خارجي.
الانتصارات على العدوان السعودي.. يعني انتصار لليمن والشعب اليمني كافة.. لا خلاف عليه.. إلا من هم عملاء.. أو خونة.. أو مصالح أيا كانت.. ما دام يمس اليمن وشعبها.. وسيادتها.. جهاد مقدس وفرض عين على الجميع.. لكنها من الداخل تبدو ملبدة بالغيوم في حيثياتها وأسبابها ومسمياتها التي اشتقت من ديمقراطية الشعب وسياسة الأحزاب وقاداتها ورؤسائها الأفاضل وكل أصحاب القرار بالوطن الذين يتفاخرون بانتصار المصالح وتصفية الحسابات وتدمير مقدرات اليمن ونهب الثروات سنوات.. واليوم يدمرون مجالات ومصالح اليمن من خيرات أرض اليمن.. ويقتلون أبناء اليمن بأبناء اليمن.. ويرمون بحكمة الإيمان والإيمان على جنب الأيام في اليمن لا تقارن بأي بلد آخر حتى ولو كان هناك أحداث شبيهة باليمن لكن حصادها اليومي ورعبها وقلقها المرتقب ولحظاتها العصيبة لدى المواطن اليمني من يسمع أخبار المارة وحديث الجيران.. أصحاب الجلكسيات والوتسأب.. لأن الكهرباء غير موجودة بحجة انعدام الوقود.. والتلفاز في سبات عميق إلى أجل غير مسمى.. لكن عند مرورك بشوارع العاصمة ترى البراميل بكثافة وقاطرات النقل العام على جانب الرصيف وطرنبات التعبئة وعداداتها الرقمية على أهبة الاستعداد لأصحاب السيارات.. وضرورة الحاجة تجعلك هكذا.. مهما كان سعرها والمواطير تعج بالتوليد وأصواتها المرتفعة.. لا تسمع الكلام… بين السائل والمجيب .. أي صاحب المحطة السفري وأصحاب الطلب.. عروض مغرية وأسعار تتفاوت بحاجة بسيطة من شارع لآخر .. لكن الأرباح مغرية في أرقامها اليومية.. والتسابق على هذه المهنة تزداد توسعا من حين لآخر.. ليبلغ احتياطي السوق السوداء أكثر من احتياطي المخزون العام وسعره الرسمي من جهة الاختصاص والقائمين على البلاد حاليا.
عيد الأضحى في اليمن لا يزال يلوح في الأفق.. والفرحة لا تبدو ملامحها بادية على الصغار وجديد الكسوة العيدية مخزونة في دولاب العيد الماضي.. وجعالات ومكسرات العيد لا تدخل أغلب المنازل والأسر اليمنية من ذوي الدخل المحدود وشريحة الفقراء.. باستثناء أغنياء اليمن.. وتجار اليمن.. وقيادات اليمن.. ومشايخ اليمن.. وساسة اليمن.. وأضحية العيد اقتداء بسيدنا إبراهيم وابنه اسماعيل أضحت لدى الغالبية فرض كفاية إذا قام بها البعض من الميسورين وأصحاب المادة سقطت على بعض الأسر البسيطة مع علمهم وإدراكهم أنها سنة مؤكدة.. ليس في أكلها ولكن سنة أصحابها رضوان الله عليهم جميعا.. لكن وضع الحياة اليمنية العامة جعلتهم هكذا.. وقلة المادة جعلت الرضاء بالقدر والقضاء من الله عزوجل إيمان وثبات.
إنها والله لمأساة .. لا تضاهيها مرادفاتها.. وأحزان.. لا تعادلها أفراح.. وظروف اقتصادية لا تجد لها أبوابا بديلة.. وقصف طائرات عدوان التحالف على مدار الساعة لا تدري أين موقعك من التصنيف .. وبراهين أدلة الاتهام المغلوطة والكاذبة من مصدرها الداخلي.. والعارفون بزقازيق الوطن.. هل أنت يمني داعشي.. أم يمني تكفيري .. أم يمني تنتمي لجماعة أنصار الله.. جعل الغالبية من أبناء الشعب يرددون البيت الشعري لأبو الطيب المتنبي في مثل هذه المناسبة:
عيد .. بأي حال عدت يا عيد
لما مضى أم لأمر فيه تجديد
لكن لسان حالهم يقول.. إلى متى سيظل شعبنا يردد هذا البيت.. ويستلهم المثل اليمني “العيد عيد العافية”.
وعيد مبارك على الجميع وكل عام وأبناء اليمن في أمان
وحج مبرور وسعي مشكور وتجارة لن تبور
وتقبل الله منكم صالح الأعمال.. ولا أراكم أي مكروه في عزيز
والل