يشعöلú النار بالشهادة ¿ !
ن …………والقلم
يطول الشارع جدا حين تعتليه راجلا , يكون عليك أن تنهب الأرض حاسا بالراحة على رجليك اللتين أرهقهما الجلوس الطويل !!! , كثير من الناس أصيبوا بالترهل نتيجة لتلك الجلسة الطويلة خاصة أثناء المقيل , تعودت حين أخرج راجلا أن أراقب كل شيء ,تفاصيل الشارع , فأمر من أمام كل دكان أرقب وضعه , فاخرج بملاحظة سريعة مفادها أن الزبائن تناقصوا وكادوا لا يظهرون في الأيام الأخيرة , فقد شحت الجيوب , وأصبحت تحس بالأسى على تجار التجزئة بالخصوص وكذا كبار التجار لأن الإفلاس على وشك أن يجتاح الجميع !! فالتجارة ليست ربحا فقط بل التزامات , أمر على صاحب الطاحون فأجد يده على خده , لأن لاكهرباء , لكن أحدهم وجد طريقة ما ليشتغل , فقد أزاح إطار السيارة الخلفي ومد السير , وشغل المكينة على أسطوانة الغاز وشغل طاحونة , أمر عليه أجده مبتسما , يا رب تدوم البسمة لأن الغاز على وشك أن يتحول إلى أزمة , صديقي الجزار إلى اللحظة لا يزال يبتسم , وكذلك الحرازي الطيب من يبيع لي الدجاجة بالسعر الذي أريده , بل ويزودني ببقايا الدجاج للقطط , وعلى فكرة فنحن أصحاب قدس معروف عنا – هكذا قالوا – تجارة القطط متى الله يعلم !! , صاحب السمك يعاني بسبب الكهرباء , فتجده طوال اليوم يحلف اليمين تلو اليمين (( من حق اليوم )) ,أصحاب القات لا يعانون !!! و تجار السوق السوداء بترول لا يحلفون لأن زبائنهم لا يسألون ولا يستفسرون , بل يشترون , أحمر , أصفر , أبيض , المهم أن السيارة تفحط !!! . لفت نظري أثناء آخر جولة على وقع رياح سبتمبر وغباره بائع الذرة أو الهöند كما نسمي نحن الذرة , بقايا أناقة بادية على ملبسه وشكله , اقتربت منه , سلمت , – بكم تشتي ¿ – طيب خلينا نتعرف عليك و…….لا حظت أن الورقة التي بيده ويشعل بها النار باد من أطرافها زخرفة ما , ركزت أكثر , ركنها الآخرمقطوع , لاحظ هو تركيزي فتعمد أن يفتحها أمامي , – ما هذه ¿ – هذه الشهادة الجامعية , – وما تفعل بها , – أوهف النار , – كيف ¿ ما هو كيف ¿ – قلت لك أوهف بها النار , – وبالشهادة ¿ – على الأقل أشعر أنني استفدت منها مرة واحدة في حياتي , – والوظيفة ¿ أعتدل ونظر إلي – صورتك جامعي ¿ – لا يهم , قلي ما هذا الذي تعمله , – أطلب الله , أبيع الذرة , وأوهف بالناركل التعليم الكذب حقكم , – ما أفعل ¿ أسير أشحت , أو أسير أتبندق ¿ قلي , – طيب دلى علي , – كيف دلى عليك وأنت الزبون الوحيد الذي انتبه وسأل , الآخرين يجو كل يوم , ويروحوا , ونتصايح على السعر , أما انهم يسألوا , فلا يسألوا , أنت الوحيد الذي تفلسف علي , قلت – طيب اهدأ , – كيف اهدأ وأنا لم ألق وظيفة , لكن اسمع الذرة بيعها أفضل من الوظيفة , مابش معي واسطة , وحتى ولو , أين الوظائف هذي الأيام , قلت – وركن الشهادة أين هو ¿ ضحك , لوما ما حصلتش قرطاس أشعل النار أول مرة , قطعت من الشهادة , ما عاد عيوقع . أشتريت منه , وودعته , صاح يعيدني إليه , – عادك لو سرت إلى الجولة عتحصل أخي يبيع الماء المثلج , والشهادة في يده هو الآخر , صمت لم أعلق , ذهبت باتجاه البيت لا الوي على شيء , لأنني كرهت كل شيء!!!!!.