كلما دنى أول الشهر !!!

ن …………والقلم

عبد الرحمن بجاش

القراءة كالغذاء , هل يستطيع أي منا  الاستغناء عن أي وجبة من الوجبات الثلاث ¿ , هل يستطيع المتعود على القراءة أو أولئك المدمنين عليها أن يستغنوا عن القراءة من الأساس ¿¿ , الجواب بالنفي , إذ لا يستطيع أي منا أن يستغني عن الغذاء وبالتالي فالرافعين لشعار (( وخير جليس في الزمان كتاب )) لا يمكن لهم أن لا يقرأوا , واحد مثل حامد السقاف وقد حرم بسبب الظروف من البقاء في تعز , في القرية يعاني من عدم وجود الكتاب الجديد , ولا يزال ينتظر كتاب (( حزاوي وريقة ألحنا )) من أروى , وأروى وعدت , وأروى ستفي بوعدها , لولا أن الكتاب والتراث الشعبي كله في بدروم في بيت بوس !! , وأنا انتظر معه نسخة لي . حامد آخر أخباره وهو صاحب أجمل كتاب سردي لسيرته الذاتية (( محطات من العمر )) والذي سافر في جزئيه من أديس إلى عدن إلى أديم إلى دمشق حيث ينمو الياسمين والصبايا على شرفاتها , أجمل السفرات التي تقرأها حكاية سقافية بامتياز , حامد وجد ضالته في مكتبة لأحد أقاربه في البلاد يبدوأنها أهملت , قال لي : أنا أزيح الغبار عنها واقرأ , ونحن هنا في العاصمة جفت ينابيع الكتب , والصحف التي تروي عاطشي الكلمة , من يشربون الأحرف من منابعها ماء زلال , إذ كلما دنى أول الشهر وقبل 26 مارس دنوت أنا من عبدالله في مكتبته بحده أسأل هامسا : وصلت دبي , يبتسم عبدالله : نعم , فتتفتح ورود روحي فرحة بمقدمها وكتابها المجاني , الذي يختار بعناية , ويطبع أفضل ما تكون الطباعة , يعجبني أولا اخراج الغلاف , الذي يعتنى به , والغلاف من يدعوك إلى الدخول في عالم أنت تهواه أصلا وتبحث عنه , تترك عبدالله فرحا كالطفل حين يجد لعبته , لتنهل من المقالح وأدونيس , وتحقيقات مصوره من فيينا إلى بوينس آيرس في الأرجنتين , وتعب ما استطعت من نبع ثقافة دبي إلى نهاية الشهر , لتتطلع من جديد إلى العدد التالي ومجلة الدوحة التي هي الأخرى تمنحك كتابها الشهري المجاني , فتظل تنتظر الهلال الأثيرة على النفس برغم رداءة طباعتها الآن وحتى الورق الرخيص الذي لا يليق بالهلال , وأنا اعشق الهلال وازداد عشقا عندما أتذكر أنها فاجأتني بإعادة نشر عمود لي هنا عن الابنودي في صفحتها الأخيرة , فهو شرف ما بعده شرف أن ترى اسمك في أخيرة الهلال .., الآن كلما دنى الشهر اعتصر قلبي , إذ اعرف أن لا جديد لدى عبد الله , كلما لديه غثاءنا من صحافة لا تسمن ولا تغني من جوع !!! , هو الجدب إذا والجفاف إلا تجد مجلتك وكتابك !!! – صرت لا ازور عبدالله ومكتبته آسفا- , والإنسان القارئ بدون كلمة جديدة يجف كما تجف الشجرة حين يلمسها من لا يحب الخضرة والأشجار !!! 

قد يعجبك ايضا