قراءة واحدة للعمر كله !!!

ن ……………..والقلم

جلست إلى صاحبي الذي استقبلني باسما , كنا نحن الاثنين نعزي صديقا مشتركا بوفاة والدته , التفت إلى يقول بصوت مرتفع : أمس يتحدثون كلهم عن عمودك قالوا كان حامي , كيف!! , وأنا أعرف أنك لطيف , ابتسمت , عاد ليسألني : لم ابتسمت ¿ قلت لأنك اعتبرتني أهبل , لا يهم !! . درج كثيرون تخفيفا على وصف من ليس ضمن الفورمة السياسية أو الحزبية على وصف من لا يعجبهم بـ (( الطيب أو اللطيف )) بمعنى انك لست من المناضلين أو مسكين لا تجيد (( العرعار)) !! , عدت أقول له : أسألك بالله كم مرة قرأتني في حياتك ¿ تلعثم : – أنا أقرأ لك وأقسم بالله هو لا يعلم حتى اين تكتب !! , تركته وذهبت لأنه لا يستحق أن يهدر معه الوقت . يقابلك آخر يسألك بحرارة : أين أنت يا رجال مالك ما عد تكتبش هذي الأيام ¿ تستحي أن تحرجه , فتقول : لأن لا أحد يقرأ أو تخلصه من الإحراج وتذهب , يأتي ثالث ويوجه إليك مدفع فمه : خلاص بعت القضية , فتستغرب : القضية بكلها , ثم تعود لتسأل نفسك ¿ ايش هي القضية ¿ وهل هناك أصلا قضية , فتسأله : ايش اللي ما اعجبكش في الذي كتبته , يفاجئك وتحمد له صراحتة : أنا لم أقرأ ما كتبت ,هم قالوا لي , وتتحمل غلاسته وتذهب , يأتي الصنف الذي هو أبو الأصناف فيقرأ لك وبلا نفس وبالصدفة مرة واحدة , فلا يتورع أن يرسل إليك رسالة فحواها وبدون تردد (( من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم )) , تبتسم وتفهم , بس تستغرب حكاية انك ليس من المسلمين مرة واحدة , أقول لا أريد أن أكون من هؤلاء المسلمين الذين يذبحون بعضهم إما بحد السيف أوبا البندقية أو بالكلمة القاسية , لكنني انتمي للإسلام العظيم أسلام محمد ابن عبد الله صاحب الخلق العظيم وليس لأصحاب الفتاوى من أي مذهب كانوا . ما حصل لي ويحصل لآخرين جزء من حالة عامة تؤدي إلى إصدار الأحكام جزافا وبدون تورع , ويكون عليك أن تتقبل تقييمك كما أصدره فلان بفرمان واجب التنفيذ , أنت كذا يعني كذا , مثلما كان التصنيف قد أخذ مرحلة كاملة من العمر , فبقرار شخصي ناتج مزاج لحظي فتدخل في خانة حزبية أو سياسية غصبا عنك , وقد يصل بك الأمر إلى الأمن , وقد يصل بك إلى الإعدام , ولا أحد يهتم لأمرك , أنت ناصري يعني غصبا عنك ناصري , ماركسي يعني ماركسي , وحتى وظيفيا تقيم على ذلك الأساس !! , ويا ويلك لو تحاول الخروج من الخانة !!! . ذلك الذي يقرأ لمرة واحدة ويقيمك , كيف يتصرف فيما لو كان مسؤولا كبيرا مع موظفيه ومع من يخالفهم الرأي أو يكون مسؤولا أمنيا بالتحديد ¿¿¿ , لكم أن تتصورون الأمر ….بقي أن أشير إلى القارئ الذي لا يعرف كيف يقرأ , فهناك من لا يجيد القراءة وهذه إشكاليه أخرى ………

قد يعجبك ايضا