ديلي تليجراف: السعودية تحارب في اليمن وعينها على سوريا

بعد أيام من إعلان تركيا الهجوم على مواقع داعش في شمال سوريا أعلنت السعودية رسميا دعمها للعمليات التركية وقال العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز إن “من حق تركيا الدفاع عن نفسها وحماية مواطنيها من الأعمال الإرهابية” ونشرت وكالة الأنباء السعودية “واس” أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اتصل هاتفيا بالعاهل السعودي لإطلاعه على مجريات العمليات العسكرية التي تشنها بلاده ضد تنظيم داعش في سوريا والعراق بعد التفجيرات الأخيرة التي أوقعت عشرات الضحايا في تركيا.
وفي هذا السياق قالت صحيفة ديلي تليجراف إن الضربات التي وجهها التحالف الذي تقوده السعودية ضد اليمن تمثل نقطة تحول مهمة في الاستراتيجية الدفاعية التي تسعى المملكة لتطويرها فمنذ أن قرر الرئيس الأمريكي أوباما الذهاب في طريق التقارب مع إيران قررت المملكة وضع استراتيجية جديدة للدفاع عن مصالحها تمكنها من استعمال قدراتها العسكرية الذاتية دون الاعتماد على قدرات حلفائها التقليديين مثل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
وتضيف الصحيفة البريطانية أنه عندما تمت الإطاحة بالحكومة اليمنية التي تمثل حليفا استراتيجيا للرياض قررت المملكة حشد قواتها للمواجهة واعتبرت الصحيفة أن النتائج الأولية للحملة العسكرية السعودية لا تمثل دليلا على نجاح الاستراتيجية الجديدة لكنها تمثل بداية لتحركات أخرى ستليها بهدف فرض الاستقرار خلال السنوات القادمة في الشرق الأوسط الذي تعصف به الصراعات خاصة فيما يتعلق بالحرب الأهلية السورية.
وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن الحرب في اليمن انطلقت شرارتها الأولى مارس الماضي عندما اضطرت الحكومة بقيادة عبد ربه منصور هادي إلى الهروب من البلاد مما دفع المملكة إلى إقامة تحالف واسع تحت قيادتها وإطلاق حملة جوية وبحرية بالتوازي مع دراسة إمكانية شن هجوم بري.
وتلفت الصحيفة إلى أنه خلال التحضيرات للحملة البرية التي انطلقت شهر يوليو الماضي تم إنشاء معسكرات تدريب في المملكة لتدريب خمسة آلاف متطوع يمني كبداية وما إن أصبحوا جاهزين لخوض المعارك حتى أطلقت السعودية عملية “السهم الذهبي” مع دعم خاص من الفرقة الخاصة رقم 64 في القوة البرية السعودية.
وتشير الصحيفة إلى أن الخطة المتكاملة شملت إدخال القوات اليمنية عبر البر والبحر مدعومة من قبل وحدات خاصة سعودية ومصرية وإماراتية بهدف السيطرة على مواقع حيوية في عدن بأسرع وقت ممكن.
وحذرت الصحيفة من أن الوضع في سوريا أكثر تعقيدا من اليمن بسبب الصلابة التي أظهرها الجيش السوري أثناء قتاله ضد مختلف قوات المعارضة مما قد يدفع السعودية للتدخل في الأزمة السورية على غرار اليمن مشيرة إلى أنه ربما تلجأ المملكة لحضور جوي مما يتيح للفصائل المسلحة التحرك بحيوية وحرية أكثر.
وتؤكد الصحيفة البريطانية أن إصرار السعودية على فكرة التدخل العسكري بسوريا عبر تعاون مع تركيا وقطر يهدف إلى إعادة تشكيل المعارضة السورية والعمل على بلورة رؤية مشتركة تطلق حراكا سياسيا دوليا يدفع باتجاه عزل الرئيس السوري بشار الأسد وللرد على التقارب الإيراني الأمريكي الذي يعمل على إطالة أمد الأسد في السلطة.
* نقلا عن موقع صحيفة البديل المصرية

قد يعجبك ايضا