إقامة الاختبارات واجب وطني وأخلاقي
من أسبوع لآخر ومن شهر لشهر يليه ظل طلاب الشهادتين الأساسية والثانوية ينتظرون متى ستقام اختباراتهم ويرتاحون من الكابوس المسيطر عليهم والمتمثل في ضياع عام كامل من حياتهم.
ففي الأعوام الماضية كان لا يأتي هذا الوقت إلا وقد تم إعلان النتيجة العامة للشهادتين ولكن بسبب العدوان والاحتراب والنزاعات في مناطق عديدة من اليمن تم إرجاء إجراء الاختبارات في موعدها المعتاد خوفا على حياة الطلاب وحتى لا ينالهم أي أذى خاصة إذا علمنا بأن 1000 مدرسة تعرضت للقصف وأصبحت غير مؤهلة لاستقبال طلابها في العام المقبل ناهيك عن الكم الكبير من الذين استشهدوا وهم في عمر الزهور.
بعد مخاض عسير بدأت الاختبارات في 29 أغسطس والتي تقدم لها أكثر من نصف مليون طالب وطالبة ذهبوا لمراكزهم الامتحانية وهم يحملون أرواحهم قبل ما استذكروه من الدروس كون الموت أصبح محيطا باليمني من كل مكان فللأسف الشديد هناك من اليمنيين من يشجع بل ويعين ويشارك في قتل أبناء بلده.
توجه الطلاب والطالبات بشجاعة نحو المراكز الامتحانية لم يعجب الكثيرين فراحوا يخوفونهم بأنهم معرضون للخطر وعليهم عدم الذهاب فيما قام بعض المخربين باستخدام كل الوسائل الترغيبية والترهيبية سواء للطلاب أو لأولياء أمورهم قصد إفشال الامتحانات ولهؤلاء نقول اتقوا الله في أبناء بلدكم ولا تحشروهم في الخلافات السياسية التي بينكم.
الحمد لله أن الاختبارات بدأت عجلاتها بالدوران وبمشاركة الموظفين الذين تبرعوا بقسط يومي من مرتبهم وذلك إنجاحا لها ويبقى السؤال الهام أين ذهبت المبالغ المرصودة للاختبارات في الموازنة السنوية أو أنها لم تدرج في الأساس ومهما دفعنا من أموال قصد إسعاد أبنائنا فهي لا شيء فهناك من يدفع الأموال قصد قتلهم والأضرار بهم.
لقد نجح البعض في التأثير على الطلاب وأولياء الأمور بعزم الذهاب في اليوم الأول لاختبارات الثانوية العامة كونهم كذبوا عليهم بأن الاختبارات تم إلغاؤها وبالفعل لم يذهب كثيرون منهم في اليوم الأول وهنا أناشد وزارة التربية والتعليم بتدارك الأمر عبر الإعلان عن تعويض اليوم الأول بعد آخر أيام الاختبارات كونه من الظلم أن يعيد هؤلاء السنة الدراسية بسبب مادة واحدة وهم في الأساس غرر بهم ومن شأن هذا الإعلان أن يسعدهم ويجعل نفسياتهم أفضل في بقية الاختبارات.
كانت هناك حلول كثيرة يمكن للوزارة القيام بها فمثلا طلاب الثانوية العامة ليس معهم شيء في العام القادم وبالتالي كان يمكن تحديد أي شهر في العام 2016 أما الشهادة الأساسية فيمكن اعتماد الدرجات الشهرية ..أي أنه كانت هناك حلول ممكنة خاصة وأن محافظات لم تستطع إجراء الاختبارات وكان إرجاؤها لبداية العام المقبل حلا فستكون الأوضاع بحول الله أفضل من الآن.. ولكن وقد تم تحديدها وانطلاقتها فلا مبرر أبدا لعدم ذهاب الطلاب إليها.
إن أرواح الطلاب والطالبات أمانة في أعناق الجميع وعليهم أن يخافوا الله فبهم بحيث لا بتم التعرض لهم أو الإضرار بهم قصد تحميل الطرف الآخر السبب في موتهم.
هناك مشكلة كبيرة طهرت مع بدء الاختبارات حيث تم قطع الكهرباء عن محافطة الحديدة وفي درجة حرارة تتجاوز 40 مئوية والظلام الدامس كيف سيكون وضع الطلاب إن هذا الوضع لا يختلف عن قصفهم فهم بهذه الطريقة يموتون في كل يوم وهنا نناشد الدولة والمنظمات الإنسانية التدخل لدى من يحتجزون ناقلات المازوت والديزل فمن دونها اختبارات الطلاب في الحديدة وبقية المناطق الحارة جحيم في جحيم مردودهم بطبيعة الحال سيكون غير مرضي لهم وأسرهم.
في ظل عدم إقامة الاختبارات في بعض المحافظات لا نعرف كيف سيتم تحديد أوائل الجمهورية وهل سينتظر الذين امتحنوا اليوم للذين مازالت الأوضاع لديهم غير مواتية لإقامة الاختبارات.
ما يجب أن نعيه جميعا أن إقامة الاختبارات واجب وطني وأخلاقي فعلى كل مواطن ومواطنة التشجيع عليها والإبلاغ عن الذين يغررون بالطلاب والأسر قصد إفشال الاختبارات بالمقابل عن رؤساء المراكز الامتحانية والمراقبين تهيئة الأجواء من غير تأثير على القيمة العلمية للاختبارات وأنها ستحدد مصير جيل بأكمله فالمساعدة لا تعني إطلاقا عدم الرقابة والتقيد بالنظم واللوائح الامتحانية..
دعائي لطلاب وطالبات المرحلتين الأساسية والثانوية بأن يعيدهم الله كل يوم إلى بيوتهم سالمين وأن يكفيهم شر الطائرات والصواريخ والمدافع والقنابل.
ليس معي أولاد يختبرون ولكن الجميع أراهم بمنزلة أولادي وبناتي..حفظهم الله جميعا..
سترك اللهم مسبول عليهم وعينك اللهم ناظرة إليهم بحولك اللهم لا يقدر عليهم….آمين اللهم آمين.
*أكاديمي بجامعة البيضاء