المرأة اليمنية صمود وعطاء

نظمت يوم الأربعاء الماضي وقفة احتجاجية نسائية في ملعب الظرافي بالتحرير في أمانة العاصمة..
لا أخفيكم.. بصراحة عندما استيقظت واستيقظت صنعاء على حنين الطائرات وأصوات الانفجارات والغارات التي كانت على جبل النهدين وعلى معسكر الحفا ودار الرئاسة
ظننت لوهلة أن الوقفة التي حشدنا لها ستتوقف ..أو على أقل تقدير ستفشل وتعتذر أكثر النساء عن الحضور لظروف الغارات والانفجارات ولخوفهن من أماكن التجمعات.. وخاصة لأنهن في ملعب والملاعب مستهدفة.. وقد تم تدمير الملاعب في أغلب المحافظات.
ولكني عندما وصلت للملعب أذهلني الحشد الكبير وتفاجأ ت بالحضور من وقت مبكر..!!
نساء لم يثنهن لا غارات ولا تحليق الطيران منذ وقت باكر
..فأي نساء عظيمات لدينا¿! وأي نساء لا يخفن من الموت ولأمن الطائرات¿! ..وأي رسالة عظيمة تحملها المرأة اليمنية¿!
تلك المرأة التي تقدم فلذة كبدها وتدفع بزوجها وأخيها إلى ميادين الجهاد  والشرف والبطولة.. إيمانا منها بعدالة قضيتها وإيمانا منها بأن ثمن الحرية والعزة والكرامة غال جدا.. ولابد من دفعه ولو من دماء أغلى الناس عندها ..
المرأه اليمنية تسطر أروع أنواع الأمثلة في الصبر في الصمود في التضحية في العطاء..
وأقف برهة عند…كلمة “عطاء”..
نعم العطاء.. فقوافل الصمود التي تقدمها المرأة اليمنية وهي زاخرة بالأموال والمجوهرات في الحقيقة تذهل الجميع..الأعداء والأصدقاء.. فأي كرم وأي جود وأي عطاء تمتلكه المرأة اليمنية.. وهاهي رغم الحصار والظروف القاسية رغم العدوان الذي دخل شهره السادس.. ما يزال  عطاؤها وصمودها مستمرين..!!
المرأة اليمنية هي من يطلق الزغاريد والورود على جثمان ولدها الشهيد.. وتقول كله في سبيل الله وفي سبيل الوطن..
مسيرتنا القرآنية صنعت نساء زينبيات صابرات محتسبات مجاهدات.. ليرهبهن الموت.. في سبيل الله ومن أجل الدفاع عن الوطن من رجس المحتل الأجنبي.. ولعل ذلك ما يدفعنا للإيمان بانه ما دامت نساؤنا بهذه النفسيات والعزيمة والقوة..فالنصر سيكون حليفنا لا محالة.. لأن المرأة ليست نصف المجتمع وحسب.. فهي كل المجتمع.. لأنها من تنجب وتربي النصف الآخر.. هي من يغرس القيم والمبادئ في نفوس الأبناء.. هي من يزرع الإيمان والثقة بالله في قلوب الأبناء.. هي من يسقيهم مع اللبن معاني التوكل على الله وعدم الخوف الا من الله ورفض العيش في ذل وخنوع لأن الله أراد لنا العزة والكرامة في ديننا ودنيانا.. فلن نرضى بسواهما بديلا.
ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين..

قد يعجبك ايضا