ن …..والقلم..عبث !!

اخرج إلى الشارع, ويصير علي أن أتحمل كل شيء, مثل كل البسطاء والطيبين, الذي يكونون دائما هم ضحايا النخب التي ما تزال ومن العام 62 تمتص كل الخيرات, وتمتص تعبهم وجهدهم, والآن تدمر كل شيء, وتنام هانئة أنها ستعيدنا إلى ما قبل مائة عام !!, وهي بالأساس قد أعادتنا إلى ما قبل ذلك بكثير من يوم أن سرقت الثورة الأم, وكل الثورات الفرعية, وسحقت كل من انتصر للناس, وقاتل من أجل مستقبلهم, وها هي ما تزال متربعة تستغل وتستغل, وتبيع لقمة الناس في كل سوق سوداء!!! . أمس الأول وعصر الجمعة تحديدا, بعد حوالي ساعتين من العبث, خرجت منها دامع العينين على حياتنا التي تنهار كل أسسها, وقيمها, ودعائمها, وكلنا نتفرج, لسان حالنا يقول (وأنا مالي).. أفهم أن يقول الفرد الذي وصلت حالته إلى الحديدة أن يقول ذلك, لكن أن يصمت من يفترض أن لا يصمتوا فهنا مصيبتنا, وإليكم ما حدث أو ما رأيت أو ما عانيت, من عبث وبلا حدود!!, توجد محطة بترول الشركه اليمنية للنفط على شارع الستين في فج عطان, وبسبب شحة البترول وهروبه إلى شارعي خولان والخمسين, فقد امتد طابور الانتظار نسق أول إلى ما بعد نفق السبعين المار من أمام ماكان يعرف بدار الرئاسة!!, نحن كنا ذاهبين إلى عرس في قاعة اللؤلؤة الذهبية, وإلى وسط المسار الذي مشينا فيه ظللنا نصيح كلما توغلنا (الله.. شوف.. شوف), وفجأة كدنا أن نصطدم بسيارة عائدة في الاتجاه الذي نحن فيه عكسيا, ثم الثانية والرابعة والعاشرة, حتى توقفنا نحن أيضا وعدنا, لنكاد نصطدم بالقادمين!!, وإلى النفق فإذا بنا نسير عكسيا, والسيارات قادمة, وهات يا صياح ويا شتائم, حتى وصلنا إلى أحد الاتجاهات النازلة, فصعدناها, لنلف, ونعود من اتجاه آخر إلى شارع حدة, حيث كان يعتجن بعشرات السيارات, كرهنا أنفسنا ذهابا, وإيابا.. كان هناك من يقفز من على الرصيف, وآخر يخترع لنفسه ما شاء من طريق, وثالث يصطدم برابع, اقسم بالله أنني كرهت نفسي, وكرهت كل ما حولي.. هذا هو حالنا الآن عبث بلا حدود, وهناك من ينظر أن هذا هو الطريق إلى الدولة!!, ويا ويلك لو تقول له: لا هذا طريق الخراب, أخرج عينيه مستغربا قولك!!, لم نصل إلى العرس إلا بشق الأنفس, لنخترع طريقا آخر للعودة, خلاصة الأمر نحن نعيش لحظة عبث, يربطها البعض بالسماء على أنها رحمة, وأن القادم فيه الفرج, أقول أن القادم إذا ظلت السوق السوداء قائمة هو الطريق إلى الخراب وهذا ما نراه ونلمسه .

قد يعجبك ايضا