التمديد لـ”داعش” !¿

علي الريمي

في الأسبوع الماضي أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون أن بلاده ستمدد الضربات الجوية التي تشنها على تنظيم داعش في العراق لمدة عام وتحديدا حتى نهاية مارس من العام بعد القادم 2017م¿ جاء ذلك في التصريح الذي أدلى به فالون الاثنين 3/أغسطس الجاري علما أن التدخل البريطاني جاء ضمن التحالف الدولي الذي تم تشكيله في نوفمبر من العام 2014م بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والذي يضم أكثر من 30 دولة أعلنت موافقتها على المشاركة ضمن التحالف الدولي الذي يفترض أن يضطلع بمهمة وحيدة ومحددة.. هي شن ضربات جوية على أوكار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المعروف باسم داعش وهو التنظيم الذي بات يمثل بعبعا مرعبا ليس على مستوى الدولتين اللتين استولى على مساحات واسعة جدا من أراضيهما “العراق وسوريا” بل إنه أصبح مخيفا على مستوى العالم! مع التذكير بأن تنظيم داعش لم يظهر فعليا بكل هذه القوة والانتشار وبكل تلك القوة الرهيبة إلا في النصف الثاني من العام الماضي 2014م¿! وقد تمكن من التوسع والانتشار على أجزاء واسعة من سوريا والعراق ناهيك عن تمددة المريب في أنحاء مختلفة من دول العالم العربي ثم ظهور فروع له أو مؤيدين لنهجه في دول إسلامية مثل باكستان أفغانستان وقبل هذا وذاك فإن تنظيم الدولة وهو ليس بدولة.. ولا علاقة له بتعاليم الإسلام السمحاء فقد نجح في استقطاب أعضاء ومناصرين داخل دول غربية كأستراليا على سبيل المثال لا الحصر!
وكل ذلك لتحشيد واستقطاب الأنصار من كل أرجاء المعمورة من رجال وكذلك النساء حصل نتيجة العمل المتقن الذي يؤديه أعضاء داعش من المشتغلين على وسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها “فيسبوك/ تويتر/ انترنت/ وايرلس الخ” وهذا القطاع الجهادي من أهم فروع التنظيم بل وأنشطها!
وقبيل ظهور الإعلان (القرار) البريطاني على لسان وزير الدفاع مايكل فالون الذي قضى بتمديد عمل القوات الجوية الملكية التي تشارك في التحالف الدولي بتوجيه الضربات الجوية على مواقع تمركز وتحرك جهاديي داعش حتى نهاية شهر مارس من العام 2017م.
كانت أمريكا التي تتزعم أو تقود ذلك التحالف الدولي المعلن عنه أواخر العام الماضي قد أعلنت بدورها أن مهمة التحالف المذكور تحتاج من ثلاث إلى خمس سنوات كمدة زمنية مطلوبة للقضاء على تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو داعش!!
وقد صدر هذا الموقف عن الرئيس باراك أوباما مطلع شهر مارس الماضي ثم عاد وزير الدفاع /أشتون كارتر/ وأكد نفس الموقف الأمريكي أثناء زيارته غير المعلنة إلى العراق نهاية شهر مايو من العام الجاري 2015م!
اللافت أن الموقف الأمريكي وقبله الموقف البريطاني اللذين يؤكدان أو يطالبان بكل تلك الفترة الزمنية لكي يتمكنا مع باقي الدول المشاركة في التحالف من القضاء على تنظيم داعش لم يسجل أي اعتراض من قبل أي دولة إن من المشاركين بالتحالف أو حتى من العراق باعتبار أن التحالف لا يعترف بالنظام السوري القائم حاليا بقيادة الرئيس بشار الأسد إذ يقوم التحالف بتنفيذ ضرباته الجوية ضد داعش في بعض المدن السورية دون تنسيق مع النظام في سوريا!
ولم يثر ذلك الموقف البريطاني – الأمريكي أي رد فعل سواء بالرفض أو حتى التحفظ على ما يطالب به الطرفان الأمريكي والبريطاني!!
آخر السطور
ماذا يعني الموقف البريطاني والأمريكي الذي يقول إنه يحتاج إلى كل تلك السنوات الطويلة للقضاء على تنظيم داعش¿¿
ببساطة فإن التفسير الوحيد للموقف الصادر .. فإن التفسير الوحيد للموقف الصادر عن أمريكا وبريطانيا المشار إليه لا يعني سوى أنهما قد قررا أو عقدا العزم على البقاء عسكريا في المنطقة وتحديدا في بلاد الرافدين ثم فتح جبهة جديدة لتمددهما والمتمثلة في إيجاد موطئ قدم لهما في سوريا ! وذلك من خلال المبرر الجديد محاربة داعش¿!
وهو عذر “أقبح من ذنب” فتنظيم داعش ليس سوى وريث شرعي لتنظيم القاعدة الذي كان المبرر الثاني للغزو الأمريكي – البريطاني للعراق بعد مبرر وجود أسلحة دمار شامل في العراق عام 2003م وقد اتضح فيما بعد أنه لا وجود للأسلحة الكيماوية أو لتنظيم القاعدة قبل الدخول الأمريكي أو الغزو العسلبي للعراق كما قال بوش الابن فالتمديد للتحالف الدولي لكي يقوم بدحر مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام ليس إلا عنوانا ساذجا للتمديد في حياة التنظيم واعتبار داعش سببا مقنعا للبقاء الأجنبي بالمنطقة وإلا كيف قررت أمريكا وبريطانيا أن القضاء على داعش يحتاج لكل ذلك الوقت لدحر مجاهدي هذا التنظيم وهو الذي لم يظهر على الوجود إلا قبل أقل من سنة وعلى وجه التجديد في نهاية 2014م عندما تم الإعلان عن يقين لأبوبكر البغدادي كزعيم له ومن ثم تتالت إعلانات المبايعة له من كل حدب وصوب من دون أن نسمع أو نشاهد أي تحرك مبكر من أمريكا أو بريطانيا أو من غيرهما لمنع دولة داعش المعلن عنها في ذلك ا

قد يعجبك ايضا