بعدا للصراعات المذهبية والطائفية في البلدة الطيبة !!

حسن أحمد اللوزي
لقد كنا نكتب ونقول مؤمنين وجازمين بأنه لا توجد مطلقا في بلادنا عقدة أو مشكلة التعصب المذهبي أو الطائفي كما لم تدر في الأذهان احتمالات الصراعات المذهبية أو الاحتراب المناطقي فما الذي حدث ¿ من غير الأحوال أو النفسيات إن كانت قد تغيرت ¿ما زلت لم أفهم أو أنني لم أستوعب?
بل إن فهمي وإيماني الذي ترعرعت وتربيت عليهما ظلا قائمين ومبنيين بكل الأدلة والبراهين العاطفية والفكرية والعملية والمعيشية ومن مخالطتي ومعاشرتي لكل أبناء الوطن بكل فئاتهم ومناطقهم في الشمال والجنوب وفي الشرق والغرب بأن هناك شعبا واحدا ووحدة وطنية متماسكة وراسخة الجذور وبأن في بلادنا  إسلاما حقيقيا واحدا وإخوة إيمانية راسخة بين كافة أبناء اليمن الذين ينتمون إلى المذهبين الزيدي والشافعي والطائفة الإسماعيلية والتاريخ اليمني شاهد على ذلك في مختلف مراحله  القديمة والمعاصرة !
ولذلك بقيت مشاعر العقيدة الإسلامية والانتماء إلى القومية العربية هي المشاعر السائدة والمحركة للإنسان اليمني عبر المراحل التاريخية السالفة والمعاشة فما الذي حدث ¿وهل التعددية السياسية طفحت في بلادنا بأمراض لا قبل للمجتمعات الديمقراطية بها ¿ أو شجعت على استنباتها ¿ وهل تغيرت الأحوال والنفسيات ¿ أو بعضها على الأقل ¿ إذ لولا ذلك وسموم التأثيرات الخارجية طبعا لما تفجرت الصراعات الداخلية ولما شهدت بلادنا هذا الاحتراب الطاحن الذي ينذرنا جميعا بالمزيد من المخاطر والويلات إذا لم نستيقظ ونضع الحد الحاسم والناجع لكل ماحدث على حين غفلة مدمرة من قبل الجميع !!!
علينا جميعا ومعنا مراكز الدراسات الاجتماعية والسياسية أن نصل إلى الإجابات الدقيقة والصحيحة على الأسئلة السابقة ليتم البناء عليها وعلى كل تلك النتائج المرئية في تفصيلات المشهد العام لنمسك بأيدينا الرؤية الدقيقة والواضحة لما سوف تقدم عليه البلاد حاضرا ومستقبلا من خلال العقلاء في قيادة كل المكونات السياسية والثقافية والعسكرية والاجتماعية 
إن علينا أن نسترد وعينا الصحيح لذاتيتنا اليمنية الأصيلة ونحقق من جديد امتلاكنا لإرادتنا الحرة المحصنة من كل التأثيرات الخارجية والمصلحية نقصد الإرادة المسلحة بالعلم والمعرفة  وكمال الحصانة والحصافة وإتقان الدروس المستفادة من كل ماحدث و علينا أن لا نغرق في الانشغال بالنظر والتفكير حول ما حدث وكان وأن نسلم عن قناعة كاملة بأن المسؤولية في ذلك معلقة على أعناق الجميع وبأنها تثقل كاهلهم وأن ننظر باحترام ووقار وقدسية إلى عظمة وجسامة التضحيات التي يستحيل تعويضها أو نسيانها وفي المقدمة من ذلك كله أكرم خلق الله عز وجل بعد الأنبياء والصديقين الشهداء !!
ولذلك يجب أن نقول عن قناعة كاملة بعدا لكافة أشكال الصراعات المذهبية والطائفية والاختلافات المصلحية والأنانية والنعرات المذمومة والمقيتة بل يجب أن تكون كل اهتماماتنا ونظرتنا للمستقبل  إدراكا عميقا وصادقا بمهام المسؤولية الكبيرة التي يجب أن  يتحملها الجميع دون استثناء والإيمان والفهم بأن ما سوف نعيشه هو أهم وأخطر بالنسبة لما عشناه أو عاشه أسلافنا وأن ندرك بأن الماضي لا نستطيع أن نغير فيه وإنما نتعلم من إيجابياته ونحذر من التورط في سلبياته أو التعاطي مع مثالبه وأن مسؤوليتنا الجوهرية تتوجه وعاجلا نحو حاضرنا وتحقيق كل ما نتطلع إليه فيه بداية من تسوية أرضه وإزالة كل المعوقات ومعالجة كل الأدواء لإقامة البناء الصحيح على القواعد الصحيحة التزاما وتنفيذا لكل ماتم الاتفاق عليه بداية من صيانة الأرواح وحقن الدماء والحفاظ على ما بقي من المقدرات الوطنية والشعبية والسعي بكل الجهود والطاقات لرسم برامج عاجلة لإعادة الإعمار (( لكل ماتم تهديمه وتخريبه أو تدميره )) وإعادة كل ذلك أفضل مما كان عليه وأكثر جدوى فيما يرتبط بالنظر للمستقبل في شراكة وطنية حقة وصادقة ومن ثم التوجه في ذات الوقت لتحقيق خطط التنمية الشاملة الاقتصادية والاجتماعية انطلاقا من التنمية البشرية التي هي قبل غيرها بحاجة لجل الجهود والتوجهات وهي في أهم ما تعنيه بناء وإعداد الإنسان الحر الكريم المتعلم الصحيح المعافى الآكل الشارب الساكن المالك لفرصة العمل والحاصل على الرعاية الصحية والمتمتع بكل الحقوق ليكون قادرا على القيام بكل الواجبات وتحمل أي من المسؤوليات بعد أن يكون مؤهلا لها وقمينا بها والله ولي الهداية والتوفيق !
رؤية شعرية :-

مازال الأمل مضيئا في الوجدان
ورهان العقلاء على نصر الحكمة باق
ما بقي الإيمان 
أتراه يضيء هناك ……..
في سلطنة عمان ¿?

قد يعجبك ايضا