اليمنيون.. رافعة تغيير وفولاذ مقاومة
إن ما مرت به بلادنا اليمن من أحداث وظروف أمنية واقتصادية صعبة رافقت مسيرة العملية الديمقراطية خلال السنوات الماضية مرت بها بلادنا وتحديدا بعض المحافظات اليمنية التي شهدت حروب ومواجهات مسلحة من قبل الدولة وبعض وحدات القوات المسلحة والأمن كانت في مجملها حروب عبثية أدت إلى خسائر مادية وبشرية وتراجع في مستوى الدخل العام المالي والاقتصادي للخزينة العامة للدولة وتراجع استقطاب رؤوس الأموال المحلية والأجنبية نتيجة لتلك الحروب وظهور بعض الجماعات الإرهابية التي عملت على خلق واقع أمني غير مستقر أدى إلى تراجع نسبة الاستثمار الاقتصادي والسياحي في إقامة المشاريع الاستثمارية الخاصة وانتشار البطالة في أوساط الشعب.. كلها أدت إلى واقع اقتصادي صعب لدى الغالبية من أبناء شعبنا اليمني الصابر ينتظر كل يوم جديد تحول نحو الغد الأفضل وقيام الدولة بواجباتها الوطنية في تحسين واقع الحياة العامة وفرض هيبة الدولة والنظام والقانون والمواطنة المتساوية لكل أبناء شعبنا.
الأمر الذي أدى إلى وجود بعض المطالب لأبناء شعبنا وخروجهم إلى الساحات العامة في إحداث تغيير جذري للعملية السياسية والتداول السلمي للسلطة ودولة مدنية حديثة تلبي تطلعاتهم في مستقبل أفضل في كافة مجالات الحياة العامة والخاصة.
إلا أن ما رافق سنوات التغيير من أحداث وتداعيات هنا وهناك وتدخلات في شئون بلادنا الداخلية نتيجة تخاذل القوى في هرم الحكومة الانتقالية والأحزاب السياسية ورهاناتها ومواقفها الرخوة في انجاز مهام المرحلة وترسيخ معالم الدولة اليمنية الحديثة.. أفضت إلى تبديد حلم شعبنا وخلق واقع يمني صعب في كل المجالات العامة وتدخلات العدوان السعودي وتحالفاته في بلادنا وأبناء شعبنا وقصف كل مقدراتنا مما زاد من معاناة أبناء الشعب اليمني وانعدام الخدمات والمرافق العامة والخاصة وتدني مستوى الدخل المادي والاقتصادي لدى الغالبية العظمى وأصحاب الدخل المحدود والأسر الفقيرة.
أحداث شهدتها اليمن وتجرع نتائجها ومحنها وصعابها وأحزانها وآلامها ومآسيها أبناء الشعب اليمني العظيم في تقديم أبنائه الأبرار ضحية لهذه الأحداث انطلاقا من انتمائهم الوطني للمؤسسة الدفاعية والأمنية التي راحت في تلك الحروب الداخلية والتي من خلال القراءة العامة لأسبابها ومسبباتها أنها كانت نتاج خلافات سياسية وحزبية ومصالح شخصية بين بعض من هم في هرم السلطة ومؤسساتها العسكرية التابعة لقادات تابعة للسلطة والحكومة أخذت كل محافظات اليمن حصتها من الشهداء والجرحى من هذه الحروب الداخلية والتي يفترض أن يكون هذا العدد البشري والعسكري والقتالي في الدفاع عن الوطن وأرضه أمام عدو خارجي يستهدف اليمن.. كما هو حاصل من عدوان سعودي غادر وجبان استهدف اليمن والسيادة اليمنية أرضا وإنسانا منذ أكثر من مائة يوم على عدوان عاصفة الحزم وأخواتها في قصف بلادنا وشعبنا دون تحريك ساكن لا من قيادات الوطن وأحزابها وحواراتها ولا من العالم العربي والإسلامي ومجلس الأمن الدولي الوصي على العرب ولا من مندوبه الحالي لليمن الذي يمثل نسخة لمبعوثها السابق جمال بن عمر.. والتي أصبحت عبارة عن مسرحية سياسية تضاف إلى مسرحية القوى الوطنية وأطراف الحوار اليمني ليس إلا.
نعم إنه شعب أصيل ومكافح وصبور على كل الملمات والأحوال والظروف الصعبة بكل مجالاتها وخدماتها ومصالحها ومرافقها.. لو كانت في أي بلد عربي أو شعب عربي آخر لن يتحملها يوم واحد.. لأن تعودهم على رفاهية الحياة وحديثها وجديدها وتطورها لن يجعلهم قادرين على التحمل مثل أبناء الشعب اليمني الذي يعيش مثل هكذا سنوات لأن تساهل قيادة السلطة والحكومة وكل المسؤولين في بلادنا ودولتنا ورهانات الأحزاب وسياستها وحواراتها في خدمة الوطن والشعب, الأمر الذي جعل أبناء شعبنا يتعود على مثل هكذا ظروف ويتوقع مثل هكذا أحداث وتداعيات.. وما العدوان السعودي على اليمن وأبناء شعبها إلا نتاج لكل الرهانات السياسية وأجندة داخلية تعمل على خلق الفوضى والعنف والأحداث من أجل التدخلات الخارجية والعربية في بلادنا وشعبنا بذرائع واهية لا يحق لها ما حصل لنا من عدوان ظالم قضى على الحجر والبشر في أرض الإيمان والحكمة.
أحداث مرت بها اليمن وظروف صعبة عاشها اليمنيون سنوات وصبر لا يضاهيه أي صبر في أي شعب آخر.. يستوجب على ولات الأمور تقديرها في إصلاح ذات البين فيما بينهم والعودة إلى جادة الحق والصواب من أجل اليمن والشعب وتجاوز أحداثه الداخلية وعدوانه الخارجي الذي ينتظر توافقكم ما دمتم أنتم من تداعيتم له وجعلتم الفرصة أمامه يسرح ويمرح في بلادنا وأرضنا وجعلها بلاد محظورة ومستهدفة من قبلهم.. بالإضافة إلى الحصار الجائر من قبل قيادة العدوان وتحالفاته ومنع وصول المعونات الإنسانية إلى أبناء الشعب اليمني المنكوب في أغلب المحافظات اليمنية.
فعلا إنه شعب صابر يتطلع إلى التغيير نحو الأفضل.. وفولاذ مقاومة على كل صعوبات الحياة اليومية بكل مجالاتها.. وأصحا