عدن وأكذوبة (السهم الذهبي) !
معركة عدن أم المعارك ….مركز ثقل العدوان ..واسخن جبهات المواجهة.
هكذا أراد العدوان لثغر اليمن الباسم أن يتحول إلى أطلال وأثر بعد عين. .
جمال المدينة …موقعها الاستراتيجي…ماضيها الضارب في جذور التاريخ …مستقبلها الريادي والفاعل والمؤثر ..وحضورها اللافت مستقبلا فيما لو بقيت حرة وبعيدة عن دس المتآمرين ودنس الحاقدين.
كل تلك العوامل شكلت أهم دوافع العدوان إلى تخصيص مرحلة وفصل خاص..بل معركة اعتداء خاصة أطلقوا عليها اسم السهم الذهبي …
وبشيء من التفصيل نجد أن بروز عدن كمركز الثقل وحجر الزاوية لمعركة العدوان…لم يأت من فراغ. ..ولم تكن تلك المبررات والأهداف الظاهرية التي أعلنها وروج لها العدوان..من قبيل إعادة شرعية هادي المزعومة إلى آخر مدينة هرب منها لتمثل نقطة انطلاق إعادة الوضع السابق..ومن قبيل حماية الملاحة الدولية في أهم وأقدم مضايق العالم وممارته البحرية التجارية. .وغيرها من المبررات الواهية.. لم تكن إلا سرابا خادعا ومن باب ذر الرماد على العيون. ..أما الأهداف الحقيقية فقد ظلت غائبة عن الكثيرين.. خصوصا الأذناب و المؤيدين والأدوات من المرتزقة في الداخل والخارج. .
تلك الحقيقة تتمثل في ان لأجنحة العدوان وأقطابه المختلفة..لها أجندة خاصة بها. .وكل يغني على ليلاه ويسعى جاهدا لتحقيق أهدافه وأجندته الخاصة. .
مثلا الإمارات ظل دورها ثانويا وغير ?فت للأنظار في مرحلتي العدوان الأولى والثانية (عاصفة الحزم.. وإعادة الأمل) تبعا لمسمياتهم. .فيما انتقل إلى المحوري والأساسي فيما أسموه بعملية (السهم الذهبي). أو معركة الاعتداء على عدن.. .
نتساءل هنا لماذا هذا الحماس الشديد¿ ..ولماذا كان الضباط الإماراتيون هم أول من دنست دماؤهم أرض عدن الطاهرة.. .ولماذا كانت عربات هذه الدولة القزم والمغتصب جزءا من أراضيها هي أول وأكثر عربات العدوان تواجدا ومشاهدة في بعض شوارع عدن الأبية.. .تدعي تحرير عدن فيما هي أبرز وأهم مظاهر احتلالها وأخطر أجندة تدميرها. .
ألم يكن من المنطقي أن تذهب تلك العربات لتحرير الجزر المعروفة.. أليس الأجدر بها أن تكون عربات تحرير حقيقية في معركة تحرير حقيقية أيضا ضد من يحتل أراضيها. ..بدلا من أن تكون قوة محتلة وغازية لأراضي الآخرين. .
إلى زمرة الرياض.. .شماعة العدوان. ..وواجهته الأولى.. .إلى أربعمائة شخصية حضروا مؤتمر الرياض. ..ومن قبل كانوا من أكثر رواد المشهد السياسي تواجدا على الساحة الوطنية….هل غابت عنكم نوايا الإمارات الخبيثة.. وكيدها الماكر لعدن ¿
هل بلغ بكم غباؤكم السياسي وعميت بصائركم إلى حد التصديق والإيمان بحسن نواياها والوثوق بها والاعتماد عليها فدعيتم وساندتم وشرعنتم ذلك الاعتداء.
إلى الإخوة الأشقاء المغرر بهم من أبناء اليمن بشكل عام وأبناء المحافظات الجنوبية بشكل خاص…ممن يقاتل مع العدوان..ويشارك فيه ويقف في صفه هل غابت عنكم نوايا الإمارات تجاه درة بلدكم وثغرها الباسم..فاندفعتم بكل بساطة وبذلتم أرواحكم رخيصة في سبيل احتلال وتدمير مدينتكم ¿! وشاركتم في محاولة القضاء على مستقبلها¿!.
إلى المؤيدين والمتعاونين.. أذناب الداخل و الخارج..عودوا إلى الوراء قليلا وانظروا ماذا عملت الإمارات بعدن..وكيف حاربت ميناءها العملاق وحاصرت منطقتها الحرة..
تلك هي حقيقة الهدف والدور الإماراتي..وحضورها اللافت في معركة الاعتداء على عدن..ما ان شعرت تلك الدولة الناهضة اقتصاديا بأن عدن أصبحت يمنية خالصة ..وأنها امتلكت من الإرادة والمقومات ما يجعلها تستعيد ماضيها ودورها الريادي حتى رأت في ذلك تهديدا لمصالحها الاقتصادية.. وخطرا على ميناء دبي ودوره وحضوره العالمي.. لذلك سارعت إلى لعب ذلك الدور..وكانت حجر الزاوية في معركة العدوان على عدن…حتى العملية لم تخل من دلالة.. (السهم الذهبي)..فلو تمكنوا – لا سمح الله – من السيطرة على عدن واحتلالها.. ألا يكونوا قد تمكنوا من تسديد سهمهم القاتل إلى نحرها..واصابوها في مقتل..بحيث لا تقوم لها قائمة..
ألا يمكن أن يبقى ذلك السهم ..على اعتبار أنه ذهبي..لا يصدأ ولا ينتهي بمرور الوقت..ألا يظل يؤلم درتنا الغالية وإلى الأبد.. .
بالفعل هو سهم غادر..إذا ما تم تسديده بإحكام فإن مستقبل عدن سيكون أكثر من قاتم خصوصا بعد ظهور ذلك الكوكتيل المخيف والمفزع من الرايات المتناقضة والمتضادة التي ظهرت في بعض أجزاء عدن..
فهناك الرايات السود..وهناك أعلام انفصالية وأخرى تابعة لهادي وأتباعه بالإضافة إلى أعلام دول العدوان..
تنوع مرعب في صفوف المرتزقة وأجنحة وأقطاب حلف الاعتداء السعودي على اليمن وأدواته وأذنابه..مما يلقي بظلال قاتمة على مستقبل المدينة العزيزة على قلب كل يمني..أي أنها ستتحول – فيما لو نجحت عملية السهم الذهبي – لا سمح الله- ستتحول إلى بؤرة صراع وميدان نزاع ولن يعرف الاستقرار إل