استراتيجية إيقاف الحرب في اليمن أم تدميرها¿
تعريف الاستراتيجية من مركز الدراسات الإستراتيجية ومقره جنيف ينظر للإستراتيجية بوصفها توظيفا لعناصر القوة لعمل وتصميم وبناء حاضر يتيح إنجاز أهداف المستقبل.
أي أن الاستراتيجية وفقا للتعريف السابق خطط طويلة المدى تمتد للمستقبل البعيد بعشرات السنوات تلك الخطط تقوم على توظيف عناصر القوة المالية والاقتصادية والتنموية لعمل وتصميم وبناء حاضر يتيح إنجاز أهداف المستقبل تحقق نتائج كبيرة.
وبمقارنه التعريف السابق بواقع الحال في وطننا الحبيب اليمن السعيد نجد أن جميع أطراف الصراع في اليمن تؤكد على إيقاف الحرب في اليمن وبناء اليمن وإن خطط الجميع الاستراتيجية بعيدة المدى ليس تدمير اليمن وإنما بناؤه وأن الحرب في اليمن ليست سوى خطط تكتيكية للوصول الى الهدف الاستراتيجي وهو بناء اليمن وإيقاف الحرب وووو…الخ.
لكن ¿
الجميع في اليمن موقن ومتأكد أن خططها الاستراتيجية في اليمن هو تدمير اليمن .
كل تصرفات الأطراف توحي بذلك.
والمفترض أن يدعم جميع الأطراف رؤيتها الاستراتيجية في اليمن بإيقاف الحرب في اليمن و يدعموا تلك الرؤية الوردية بأفعال وأنشطة على أرض الواقع تؤكد تلك الاستراتيجية.
لو كان لضحايا الحرب في اليمن صوت عال لاهتز الكون بآلامهم البشعة ولو كان للدمار في اليمن صوت لأيقن الجميع أن الحرب خيار بشع وخاطئ إنه باختصار انتحار وطن وليس بناء للوطن
بافتراض أن تلك هي إستراتيجيتهم الحقيقية.
لازلت أتذكر عندما أعلن احد الأطراف أنه سيبدأ بتنفيذ الخيارات الاستراتيجية والجميع توقع اشتعال حرب طاحنة والاستعداد لمعارك كبيرة رغم تأكيد ذلك الطرف أن الخيارات الاستراتيجية ليست حربا وإنما تكتيكات سلمية ولكن ما يحصل في الواقع حتى الآن يؤكد أن الحرب والدمار هي الاستراتيجية .
ويلاحظ أن الخطط الاستراتيجية تكون طويلة المدى قد يطول تنفيذها لأكثر من عشرين عاما.
لذلك لا تعتبر الخطط الاستراتيجية مفاجأة تتحقق في لحظات وإنما هي جهود كبيرة وموارد وأفكار تجتمع جميعها لتحقيق هدف استراتيجي يكون له تأثير كبير ويتم تنفيذه في عدة سنوات .
كما أن الطرف الآخر أيضا يهدد بتنفيذ خياراته الاستراتيجية.
وهنا نؤكد أنه يستوجب على جميع أطراف الصراع في اليمن أن يكون هدفهم الاستراتيجي في اليمن هو إيقاف الحرب في اليمن وبناء اليمن فمن غير المعقول أن الخطط الاستراتيجية هي الحرب فمن غير المعقول ان تستمر الحرب عشرات السنين في اليمن تنفيذا للاستراتيجية.
إلا إذا كانت رؤية وتفكير أطراف الصراع في اليمن هو تدميرها وهذا ما يحصل حاليا في اليمن .
ماهي استراتيجية جميع الأطراف في اليمن هل هي بناء اليمن ¿
لا بالطبع لماذا¿
لايوجد أي خطط حتى على الأوراق على تفعيل أجهزة الدولة وبناء اليمن .
ليجتمع الجميع وتتكاتف جهود الجميع لتحقيق ذلك الهدف الاستراتيجي .
بدلا من ضياع جهود الجميع في صراع لانهاية له ينهك الوطن ويعطل إمكانياته البشرية والمادية .
بالإمكان حشد الجميع دون استثناء لتوجيه تلك الطاقات البشرية والمادية من أجل بناء الوطن ويكون الجميع إيجابيا مثل تروس آلة ميكانيكية عملاقة اسمها اليمن يقوم الجميع بعمله بكفاءة ونزاهة لبناء الوطن.
فالجهود والإمكانيات التي تضيع لن تعوض وسيؤخر الوطن عشرات السنين الى الوراء حتى يمكن ان نعود الى العصر الحجري في اليمن اذا استمر ضياع بوصلة الجميع.
بإمكان الجميع إعداد خطط استراتيجية لتفعيل جميع أجهزة الدولة لتقوم بعملها .
الدولة ليست بندقية ودبابة ومدفع فقط.
الدولة هي خدمات الكهرباء والماء والمشتقات النفطية والغذاء والكساء والدواء هذه هي الدولة وهذه استراتيجية بقائها المفترضة فإذا انحرفت بوصلتها فأخشى أن تتحول إلى أداة عملاقة مدمرة تقوم بتدمير نفسها.
وفي الأخير:
أناشد جميع الأطراف في اليمن إعلان خططهم الاستراتيجية هل هي إيقاف الحرب في اليمن ام تدميرها اذا كانت خططهم الاستراتيجية الحرب والدمار فنقول لهم كفى ضاعت بوصلتكم يجب أن يراجعوا أهدافهم اواذا كانت استراتيجيتهم بناء اليمن يتم إعلان تلك الخطط الاستراتيجية وتزمينها ليشارك الجميع في تنفيذها لبناء اليمن.