الزمن العربي النكد .. مصير العرب بيد السعودية وقطر
انتكس الواقع العربي بعد أن تراجع دور مصر منذ بداية سبعينيات القرن الماضي ومنذ اتفاقية كامب ديفيد وسياسة الانفتاح الساداتية ومنذ ذلك الوقت تتوالى النكسات حتى بات العرب يخشون على تقسيم ما هو مقسم من بلدانهم ويخشون مصيرهم المجهول.
عندما تراجعت مصر تراجع العرب وعندما تراجع الخطاب القومي التحرري والإسلامي الوسطي تقدمت الرجعية العربية والخطاب الطائفي التكفيري وبات العرب يتقاتلون فيما بينهم بينما العدو الصهيوني مغتصب الأرض والمقدسات وقاتل ومشرد الشعب الفلسطيني يضحك على العرب ملء شدقيه بل لم يألوا هذا العدو جهدا في إذكاء نار الفتنة الطائفية عبر عملائه وحلفائه في العالم العربي بل وعبر تدخله بشكل مباشر في ما يجري للعرب.
بعد مصر شنت الرجعية العربية وبخطاب طائفي بغيض الحرب الطائفية والنفسية على الشعب العراقي وتحولت هذه الحرب إلى أرضية خصبة لهجوم كل التكفيريين والمتطرفين من مختلف انحاء العالم على العراق ومزقوا ومازالوا يمزقون العراق بالتحالف مع بقايا النظام الصدامي الإجرامي وجريرة العراقيين بنظر الرجعية العربية هي كيف يمكن أن يخرج الحكم من “السنة” إلى “الشيعة” رغم ان الواقع ليس ما ترسمه الرجعية فجميع مكونات وطوائف الشعب العراقي تشارك في الحكم وإذا كان منصب رئيس الوزراء من نصيب “الشيعة” فهذا الأمر جاء نتيجة انتخابات ديمقراطية حرة شهد العالم على نزاهتها.
بعد العراق شنت الرجعية العربية وبدعم واسناد تركي صهيوني أمريكي غربي حربا دموية بذات الأدوات التي استخدمتها ضد العراق فتحول النظام في سوريا بقدرة الرجعية العربية إلى نظام علوي ويفتك ب”السنة” ولابد من إسقاطه حتى ولو تم إحراق سورية على من فيها رغم أن العالم أجمع يعرف أن النظام السوري هو نظام علماني ولم يسجل التاريخ أن السوريين كانوا يتعاملون مع بعضهم البعض على أساس طائفي ولكن ما حدث جاء لتنفيذ خطة أعدت من قبل في غرف أمريكية صهيونية مظلمة تحمل الجانب التنفيذي منها الرجعية العربية.
وقبل سوريا احترقت ليبيا وتحولت إلى بلد فاشل يستقطب كل تكفيري إرهابي مطارد في بلاده حتى كثر الحديث مؤخرا حول احتمال أن يتم احتلال هذا البلد من قبل الناتو إذا ما بقيت الفوضى تضرب إطنابها فيه.
أما اليمن آخر بلد عربي يسقط في الفوضى الطائفية التي تتولى الرجعية العربية مهمة نشرها في البلدان العربية خدمة للصهيونية وبذلك تكون هذه الدول العربية قد خرجت من دائرة التأثير على السياسة العربية ومن دائرة الصراع مع الصهيونية والاستعمار بل باتت مهددة في وجودها ككيانات وشعوب.
كما قلنا ان انتكاسة مصر وتراجع دورها في العالم العربي بسبب السياسة الكارثية التي انتهجها الرئيس المصري السابق أنور السادات كانت السبب الرئيس في الانتكاسات التي شهدتها البلدان العربية فيما بعد بعد أن ملأت وللأسف الشديد السعودية وقطر الفراغ الذي تركته مصر سياسيا وثقافيا وروحيا بخطاب انبطاحي طائفي رجعي متخلف ومنذ ذلك الحين وخاصة قبل وبعد ما عرف بثورات الربيع العربي أخذ الجسد العربي يتحرك برأس سعودية قطرية فارغة من كل شيء يمكن أن يعتد به إلا من المال والخطاب الغريزي الطائفي الرجعي فبدت حركة هذا الجسد حركة عشوائية بل وانتحارية .
وأنا أكتب هذه السطور عن الزمن العربي النكد الذي أضحت فيه بلدان مثل السعودية وقطر التي كانت قبل عقود قليلة ينظر إلى أنظمتها على أنها أنظمة عميلة رجعية متخلفة قائمة بإرادة وقوة المستعمر البريطاني والأمريكي تتحكم بالقرار والمصير العربي بعيد غياب أصحاب القرار العربي الحقيقيين تم تسريب برقيات سرية سعودية وقطرية تؤكد ما ذهبنا إليه عن الدور السلبي لهذين النظامين في مصر وسوريا والعراق واليمن ودورهما في الحروب الطائفية التي تحرق المنطقة برمتها خدمة للصهيونية العالمية حيث تكشف هذه البرقيات الدور السعودي والقطري في تدمير وتمزيق اليمن والعمل على إثارة الخلافات المذهبية والطائفية.
وتشير إحدى البرقيات إلى محاولات السعودية العمل على إثارة الخلافات والاقتتال بين أبناء الشعب اليمني وأن لا تظهر أن هذه المحاولات تقف خلفها السعودية.
كما تشير إحدى البرقيات إلى دفع الحكومة القطرية مبلغا كبيرا إلى الشيخ حميد الأحمر القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح لدعم الاحتجاجات في القوى الأمنية والعسكرية اليمنية والتحريض على التمرد والإفراغ من قياداتها الأمنية.
كما تشير برقية أخرى إلى قيام السعودية بمساعدة القبائل اليمنية المحاذية للحدود السعودية لرفع السلاح بوجه حركة أنصار الله.
وتتطرق إحدى البرقيات إلى طلب عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني في حينه مبلغا عاجلا من السعودية لخوضه الانتخابات الرئاسية في اليمن.
مشيخة قطر التي يحكمها