ن…….والقلم….سلعة بلا ثمن !!!

قلت لصاحبي وهو الدارس في المجر وكنا نسير راجلين في اليوم الأخير من رمضان الكريم : ماذا لو قتل نفس العدد في المجر في يوم واحد وكان قد استشهد رقم كبير خلال اليوم السابق هنا ¿ رد سريعا : ستقوم الدنيا ولن تقعد , هنا تداولنا رقم ذلك اليوم والذي قبله أثناء السمرة ونسينا !! , اسمع نشرة الأخبار هذا الصباح – أمس – وكأنني أسمع خبرا عن إعداد أي شيء ذهبت , فلم يخالجني أي شعور , قبل سنوات كتبت في يوميات هنا عنوانها (( حديث الوطن )) : لا نريد ان نصحو صباحا لنجد أنفسنا وقد تساوينا مع أخبار الشارع في العراق – كان الناس هناك ولا يزالون يخرجون إلى الشارع بعد أن يكتب كل منهم وصيته – , يبكي سند هاشم دموعا على شاب في مقتبل العمر ذهب في المخا , ونحن نخوض معاركنا ليلا في الفيسبوك والواتس آب , ونسمع بعضنا ما لذ وطاب من كلام معظم الوقت سامجا , وننساه صباحا , نقوم الصباح نخوض معركة القات استعدادا لليلة أخرى تمر فيها الأرقام أمامنا مرور الكرام كأن من يقتلون ويستشهدون مجرد فراخ !!! , أمر عند صاحبي أبو البنشر يقول لي : (( قتل شاب في لحج أمس من بيت الذاري ساكن هنا )) , بيت المحجب يبكون شهداءهم في المخا شباب وأطفال ونساء وعبد الجبار سعد ابنة أخته , وأنا ابكي وطن بأكمله صار الإنسان فيه سلعة بلا ثمن , بل هو السلعة الأرخص , ليلا عملت لفه على صحف عربية كثيرة ومواقع وبحثت عن أي رد فعل (( لم ينتبه أحد )) حتى رويترز ذكرت أن غارات جديدة شنت على اليمن فقط !!! , العالم لم تتحرك شعره في رأسه حيال من يذهب منا قضاء أو سلف استشهاد أو قتل !! فكأن العالم لا يدري أن ثمة حربا وحروبا في هذا البلد !! , الأمر يتحول يوم عن يوم إلى مجرد مسلسل تليفزيوني , (( هو يمني )) , يعني سلعه رخيصة !! , يعني أن علينا أن ندفن قتلانا وشهدائنا ونسكت , وان صحنا فلا احد يهتم فضمير العالم في جيبه !!! , الآن يمنيا , قلنا أن علينا استجماع ما تبقى في قعر الفنجان…. حسن تدبير , وقدره على الفعل السياسي , ففي الكون كله يحارب الناس حروبهم الكبرى ذات الأهداف ويسيرون في خطين متوازيين فالسياسة هي في الأخير الوجه الآخر لقعقعة السلاح !!! , أما الحروب التي بلا هدف والتي تحول شوارع المدن إلى جبهات فتنتهي إلى لا شيء , فقط إلى أعداد كبيرة من الثكالى من الأمهات , وآباء يبحثون عن أبنائهم !!! , اذكر ولي أي حرب شوارع أدت إلى أي نتيجة وطنيه ¿¿¿ إلا إن العالم كله ينسى اليمن الا انها سبب لتدفق الأموال إلى جيوبهم ولذا فلا باس من الاستمرار , وعرب لا فعل لهم ولا قرار , وأمم متحدة مسكينة ترحم الله , ربما (( زبطنا النعمة )) مع بنعمر !!! نستحق , هكذا نسكب الكأس دائما ونجلس بجانبه نبكي عليه !!!

قد يعجبك ايضا