الأشجار … تنام واقفة
لحظة يازمن
الأشجار ساكنة قابعة هناك في القريب والبعيد ساكنة وهاجعة في الصمت الليلي الوقور لا ريح.. وكأنها –الأشجار- في نوم ليلي وادع إنها الأشجار تنام واقفة لا تقدر على الاستلقاء والرقاد كالإنسان صمت وهدوء ليليين.. الأشجار وحدها في ضوء القمر الوادع في سمائه تفترش ضوءه الحنون على الأشجار وأحوال الكدرة التي ترى وكأنها تأخذ إجازتها الشتوية مسترخية بعد موسم الصراب في ذلك الصمت المهيب ينطلق صوت “القطئة -الكروان” فيتردد مزمارها الليلي متدرجا ببطء.. ثم يتصاعد منغوما يتردد صداه.. على جدار الليل الساكن فيسرع.. ثم يخفت فجأة.
يعود الصمت المهيب.. والأشجار هناك في القريب والبعيد.. تتراءى أشكالها.. تحت ضوء القمر .. وكأنها في حوار هامس لا أحد في تلك اللحظة قادر على فك شفرة ذلك الحوار ومن البعيد تأتي أصوات الكلاب تنبح في أطراف القرى بعدها يعود الصمت المهيب ويعود صوت القطئة.. مرجعا معزوفته الجميلة.. لكنه هذه المرة.. يأتي من بعيد ويتسارع.. ربما تنبئ بصوتها ذاك.. عن عابر ليلي في درب جبلي.. يصعد نحو ذرى الجبل.. أغواه ضوء القمر الوادع.. فاستعجب سحر الليل وضوء القمر.. وعنت له النفس .. في الصعود والسير.. في درب القمر المضيء.. الضوء الحنون ويعود الصمت المهيب.. ولا ريح والأشجار بعد أن فرغت من تبادل الحوار.. عادت إلى نومها واقفة.