هل سياسة واشنطن الحالية إغراق السعودية في المستنقع اليمني¿
العدوان السعودي على اليمن مستمر مستهدفا الأراضي اليمنية وكل ما عليها من مقومات للحياة سواء للبنى التحتية أو الأسواق الشعبية وسيناريو الحرب طويلة الأمد الذي ينتهجه النظام السعودي سيترتب عليه نتائج معاكسة لآمال نظام آل سعود الذي بات غرقه في المستنقع اليمني واضحا وما من شك ان أقدام السعودية على حماقة برية إضافة إلى قصفها الجوي المستمر سيزيدان غرقها في المستنقع اليمني ويصبح الخروج منه مستحيلا هذا الغرق الذي حذر منه العديد من المحللين الاستراتيجين منذ بداية «عاصفة الحزم» التي بدأتها السعودية في 26 مارس 2015 لاستعادة الشرعية حسب ادعائها واستندت السعودية على ضربتها الجوية باعتبار أن هذه العملية كفيلة بتحقيق أهدافهاولكن مع مرور الوقت بدا أن هذه الاستراتيجية لم تؤثر في الحوثيين وحلفائهم الأمر الذي دفع بالرياض إلى البحث عن مسار عسكري آخر لا يقتصر على الهجمات الجوية وإنما يشمل عناصر إرهابية مقاتلة على الأرض لاستعادة الأحياء الشمالية من مدينة عدن حيث أكد سكان تلك المدينة أن مقاتلين تدعمهم الضربات الجوية يحاولون استعادة بعض الأحياء من يد الحوثيين.
يؤكد المتابعون أن العناصر المقاتلة ما هي إلا جماعة إرهابية تابعة لتنظيم «القاعدة» دخلت عدن بغطاء سعودي فمن يسمون أنفسهم باللجان الشعبية في عدن ما هم إلا عبارة عن أنصار الشريعة وقوى تكفيرية أي الجناح العسكري لتنظيم «القاعدة» وهذا ما أكده القيادي البارز في الحراك الجنوبي في اليمن حسن زيد بن يحيى مضيفا ان «القاعدة» تنظيم استخباراتي تابع للاستخبارات الأميركية وممول من الرجعية السعودية ومع تبني تنظيم داعش تفجير مسجد المؤيد غرب العاصمة اليمنية حيث أعلن التنظيم في اليمن عن مسؤوليته بتفجير سيارة خارج مسجد المؤيد غرب العاصمة صنعاء بات واضحا أن هذه الجماعات التكفيرية تأتمر بأجندات سعودية.
ومع استمرار الاشتباكات بين جماعة حركة «أنصار الله» والقوات المدعوة من السعودية في عدن تستمر الحملات الإعلامية في محاولة لإسقاط المدينة إعلاميا فالاشتباكات ما زالت مستمرة في العديد من أحياء عدن على رغم أن مؤيدي هادي كانوا أعلنوا منذ أيام عدة عن تحرير المدينة بالكامل حيث أعلنت اللجان الشعبية يوم الاثنين عن بسط سيطرتها على حي التواهي آخر الأحياء الخاضعة لسيطرة الحوثيين في مدينة عدن جنوب اليمن وفي 21 يوليو أعلنت عن سيطرتها على مواقع عدة تابعة للحوثيين وحلفائهم في محافظة تعز وذكرت مصادر إعلامية أن تلك اللجان تقدمت باتجاه معسكر اللواء 35 مدرع وتدور اشتباكات في الشوارع المؤدية إليه.
يؤكد المتابعون أنه مع استمرار الاشتباكات المسلحة في أغلب المدن اليمنية تتصاعد المأساة الإنسانية يوما تلو الآخر حيث تسببت الحرب في تدمير البنية التحتية لليمن بسبب الغارات الجوية للتحالف وما تخلفه من أضرار بشرية ومادية فاتساع رقعة الدمار بات العنوان المشترك لمعظم مدن اليمن وبات اليمن يعيش كارثة إنسانية مروعة بسبب استمرار القتال والغارات الجوية حيث وجهت الأمم المتحدة في العديد من المرات نداءات دولية عاجلة لمواجهة كارثة إنسانية وشيكة في اليمن معلنة ان هناك حاجة لـ 1.6 مليار دولار لمواجهتها وأعلنت أقصى حالات الطوارئ الإنسانية وحذرت من انهيار وشيك للنظام الصحي والغذائي.
وما زال العدوان السعودي مستمرا على الشعب اليمني ولا يزال يحصد أرواح الأبرياء من أبنائه المدافعين عن أرضهم لتخسر السعودية المعركة ولتكن متورطة في ارتكاب مجازر جماعية فالسعودية الباحثة عن الزعامة وعن الهيمنة في الشرق الأوسط أرادت أن توجه من خلال عدوانها على الشعب اليمني رسائل لدول إقليمية وللمجتمع الدولي بأنها قادرة ولكنها فشلت وتورطت وأميركا هي من ورطت السعودية في غزو اليمن فمنذ بدء العملية العسكرية لم يتجاوز الدعم الأميركي لـ«عاصفة الحزم» تصريحات عدة عن التأييد لحليفة واشنطن الرياض والاستعداد لتقديم الدعم اللوجستي والاستخباراتي وحسب خبراء عسكريين فإن الاستخبارات الاميركية ضللت السعودية وأغرتها في معلومات خاطئة وتمكنت من الدفع بالسعودية إلى ورطة لن تستطيع الخروج منها.
فمع التورط والغرق السعودي في اليمن ومع التزام واشنطن الصمت حيال الملف اليمني يبقى السؤال هل سياسة واشنطن الحالية ما هي إلا محاولة منها لإغراق المملكة في المستنقع اليمني أكثر وبالذات بعدما نشرت مجلة فورين بوليس الأميركية مقالا للكاتب جيمس تروب قال فيه ان أميركا تخلت عن دورها في الشرق الأوسط مضيفا أن الولايات المتحدة لا تستطيع إيقاف «عاصفة الحزم».