من أرض العدوان باسلمة والعلواني يستغلان وضع العالقين وينهبان ملايين الدولارات
مثلت قضية (العالقون) في الخارج إحدى نتائج العدوان الصهيو سعودي على اليمن.. فبعيدا عن إبعادها الإنسانية ظلت المعاناة التي يعانيها العالقون تجسيدا حيا لصورة من أكثر الصور المأساوية التي قد يتعرض لها الإنسان في حياته ..خاصة وأن معظم أولئك العالقين قد غادروا اليمن قبل اندلاع العدوان لأسباب صحية مخلفين وراءهم أسرهم وذويهم الذين غدوا فجأة في أتون حرب ..
لهذا أثارت قضية العالقين في الخارج تعاطف واهتمام المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية والاغاثية والمواطنين في الداخل لما لها من طابع إنساني خاص..
إلا أن ما يثير الدهشة والسخط في آن واحد هو موقف وزير النقل في حكومة بحاح المستقيلة بدر باسلمة و أحمد العلواني رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية حيث بدءا في بداية الأمر العمل على تعليق الرحلات إلى اليمن سعيا منهما لاعتماد مبلغ ثمانية ملايين ونصف المليون دولار من مركز سلمان للإغاثة الإنسانية وهو ما حدث فعلا ليمثل هذا الأمر اكبر عملية نصب يتعرض لها الركاب اليمنيون العالقون في القاهرة وبومباي وعمان لأن ما يقارب تسعين في المائة منهم يمتلكون تذاكر إياب من الخطوط الجوية اليمنية مدفوعة القيمة سلفا ..
وفي تاريخ 19-5-2015 قام بدر باسلمة بتقديم كشف رحلات الخطوط الجوية اليمنية إلى مركز سلمان للإغاثة موضحا في رسالته أنه سيتم نقل 7914 عالقا من القاهرة وعمان وبومباي إلى مطاري صنعاء وسيئون وبتكلفة 8539800 دولار طالبا صرف المبلغ وهو ما تم.
وفي تاريخ 23 – -5 2015 قام بدر باسلمة بتوجيه رئيس الخطوط الجوية اليمنية بإلزام جميع مكاتب الخطوط اليمنية في القاهرة وعمان وبومباي بعدم استلام أية مبالغ مالية من الركاب لنقلهم إلى اليمن حتى أولئك الذين يملكون تذاكر عودة! ..
المضحك في الأمر والمخجل أيضا أن اغلب العالقين لم يكونوا في حاجة سوى أن تقوم الخطوط الجوية اليمنية بتحريك طائراتها إلى اليمن لا سيما وان اغلب العالقين سبق وأن قطعوا تذاكر ذهاب واياب بمعنى أنهم دفعوا القيمة مسبقا وليسوا في حاجة احد سوى القليل منهم ..
باسلمة والعلواني تناسيا أيضا انه من باب الواجب الوطني كان يجب أن تقوم الخطوط الجوية اليمنية بنقل العالقين إلى وطنهم كونهم يمنيين ولكنهما غضا الطرف عن هذا الأمر وفضلا اللهث وراء هبات العدوان ولهفها ..
طبعا فساد باسلمة لم يقتصر على المبلغ أعلاه .. بل وصل به الحال إلى السعي في تأخير عمليه نقل العالقين إلى اليمن حتى يبرر صرف مبلغ30 مليون دولار تم صرفها مقابل تسكين وتغذية للعالقين..
وبالرغم من تصريحاته لقناة عدن انه سيتم نقل العالقين إلى صنعاء قال بعد ضرب مطار صنعاء إنه سيتم نقلهم إلى جيزان او شرورة ومن ثم مواصلة الرحلات برا إلى اليمن وبعدها قال إنه سيتم النقل إلى جيبوتي ومن ثم عبر البحر إلى صلالة وبعدها يتم مواصلة الرحلات إلى اليمن برا.. كل هذا كان من باب المرواغة والمماطلة وهدفه استغلال العالقين وتأخير نقلهم ليبرر صرف المبلغ ..
بعدها قام باسلمة بزيارة إلى القاهرة وعمان وبومباي وصرح حينها انه سيتم تسكين العالقين وصرف المساعدات الغذائية والمادية لهم ولكن هذا لم يتم .. إذ لم يحظ بها سوى عشرة بالمائة من العالقين وللاأسف حتى هذا تم تنفيذه بشكل مناطقي- شمالي جنوبي..
بعد هذه الفضيحة والاستغلال الاقبح للعالقين من قبل بدر باسلمة ومعه محمد العلواني يتضح جليا أن العالقين لن تعاد لهم قيمة تذاكر الإياب التي تم دفع قيمتها مسبقا وان أكثر من تسعين بالمائة أيضا لم يستفيدوا من المبلغ الذي صرف لهم مقابل التسكين والتغذية وليتضح أن وجود باسلمة والعلواني في مملكة العدوان لم يكن إلا من اجل المتاجرة بمعاناة المواطن اليمني في الداخل والخارج وفي أحلك الظروف واشدها ..غير آبهين بوضع المواطن كان في سلم أو حرب ..
وفي سياق متصل رفضت الخطوط الجوية اليمنية نقل المرضى والجرحى والطلبة والمغتربين في الداخل والذين هم اليوم في حاجة ماسة للسفر وكان أملهم الأوحد هو السفر مع رحلات العودة للخطوط اليمنية إلا أن المفاجأة أن اليمنية امتنعت عن أخذ أي مسافر بحجة أنها لم تحصل على تصريح ممن يحسبون أنهم مسؤولون يمنيون بينما هم في الحقيقة مجرد عملاء وخونة وفاسدين!