وطني المنكوب
ـ تابعت منذ بداية العدوان السعودي على اليمن أشلاء الأطفال وجثث النساء والمسنين تتناثر على الأرض جراء صواريخ وقنابل استهدفتهم جهارا نهارا من أبناء جلدتهم بحجج ومبررات واهية غير معنيين بها لا من قريب ولا من بعيد .
ـ تألمت كثيرا على طفلة ذات الثلاثة أشهر نائمة إلى جانب أشقائها ووالديها في أمان الله ذات ليلة وإذا بطيران العدوان السعودي يقصف مناطق متفرقة من بينها منطقة بني مطر الشهر الماضي فتهدم ركام منزلهم على رؤوسهم.. وفارقت الحياة هذه الطفلة وشقيقتها وشقيقها الأكبر منها سنا دون ذنب اقترفوه سوى أنهم ينتمون إلى هذه البلدة الطيبة.
ـ مآسي العدوان السعودي كثيرة وقصص الأحزان والآلام قد تطول ولا يكفي الحديث لسردها في هذه العجالة وما يهمنا في الأمر معرفة أن المؤامرات التي يكيدها العدوان السعودي ضد أبناء شعبنا اليمني تجاوزت كل القيم ومبادئ الإسلام وحسن الجوار ووشائج القربى.
ـ لقد مات الضمير الإنساني حقا من دم العروبة بدهشة ما نرى يوميا من مشاهد مؤلمة وصور مؤثرة لجثث وأشلاء متناثرة وأجساد متقطعة ودماء نازفة وآلام ومعاناة آلاف البشر في العراق وسوريا وليبيا واليمن وفلسطين ضحايا أبرياء جار عليهم الزمن وتقطعت بهم السبل وأصبحوا عرضة للقتل والتشريد والحرمان بلا ذنب ولا سبب.
ـ سؤال دائما ما يتبادر إلى ذهن كل إنسان يبحث عن إجابة ما الذي اقترفه أولئك الأطفال والنسوة حتى تسفك دماؤهم..وما الجرم الذي ارتكبوه ليستحقوا القتل والإبادة الجماعية من دولة تحتضن بلاد الحرمين الشريفين ورفات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم .. إنها والله لكارثة أن يقتل المسلمون بعضهم بعضا وأن يحلوا دماءهم بفتاو من علماء مرتزقة.
ـ مأساة لم تنته بعد وجرح عميق وحكايات الأم وأحزان في مختلف أنحاء البلاد جراء العدوان والحصار السعودي الظالم على شعبنا .. فضلا عن أحداث الصراع والحروب الدائرة في داخل المدن والمناطق يعاني أهلها الأمرين .. يا إلهي ألطف بنا وارفع الضر عنا.
ـ صرخات الأطفال ودموع النساء واستغاثة الشيوخ كافية لهول ما حل بهذا الشعب المغلوب من ظلم الظلمة وجبروت المتكبرين وبطش المتآمرين وحقد الحاقدين .. تكشف لنا بحرارة معاناة شعب أنهكه الفساد والخونة والعملاء وعبيد الدينار والدولار من داخل الوطن وخارجه.
ـ قضايا ومشاكل تثير الألم والحزن والأسى في نفوسنا وتتملكنا بشاعتها وتأخذ لبنا بحجمها وتستحث أقلامنا على المضي قدما في تسطير المشاهد المأساوية لكن قد يعجز القلم عن الكتابة حين يكون المشهد موغلا في الألم على أطفال ونساء وقعوا ضحية عدوان غاشم وحصار ظالم وحروب عبثية طالتهم وليس لهم أي ذنب بما يجري وما يدور في كواليس السياسة وخوض الحروب سوى ذنوب السياسيين الغوغاء الذين أوصلوا البلاد إلى هذا المأزق العقيم .. فحسبنا الله ونعم الوكيل!