كلام في الحرب الدائرة في اليمن
كشفت الحرب الدائرة في اليمن عن عظمة الخسائر التي مني بها الوطن والشعب فهما كانا عرضة لها أكثر من الجهات المتحاربة.
لأول مرة في تاريخ اليمن الحديث تشهد المدن التي تدور على أرضها رحى هذه الحرب الظالمة نزوحا سواء من القاطنين فيها من أبناء المحافظات الأخرى الذين جسدوا على الواقع المثل الحضرمي القائل: (أرضك يا غريب) فهب كل بأخذ ما خف وزنه وغلا ثمنه ليعود إلى مدينته أو قريته فرارا من الوقوع ضحية لحرب ليس لهم فيها ناقة ولا جمل حتى من أولئك الذين تغيبوا عن مدنهم وقراهم أعواما طويلة.
كان هؤلاء النازحون يصفون ما رأوه من قتل ودمار لم يكونوا قد رأوه من قبل على كثرة الصراعات والمواجهات العسكرية التي عاصروها منذ حرب التحرير من المستعمر البريطاني في العام 1963م أو في حرب ثورة سبتمبر 1962م وما عقب هاتين الحربين من مواجهات وبخاصة في عدن وما جاورها إبان الصراعات بين اليمين واليسار حتى حرب صيف 94م.
كل المواجهات السابقة لم تخلف عشر معشار الدمار التي خلفته هذه الحرب التي وصفها البعض بأنها حرب مجنونة لا تعرف رحمة ولم تفرق بين المدني المسالم وبين العسكري أو المدني المقاتل.
حرب تضرب فيها التجمعات السكنية والعمائر المأهولة بالسكان ليكون الضحايا من المدنيين أكثر من الضحايا من المقاتلين في الميادين وساحات القتال.
مدينة صنعاء الكروم وموطن الصبايا وتعز الحالمة وعدن عذراء اليمن وثغره ولحج الخضيرة كل هذه المدن الجميلة تحولت إلى مدن للموت والدمار وصب كل على رؤوس سكانها الآمنين جام غضبه ونفث على محياها حقدا دفينا لا ندري نما وترعرع في النفوس ليخرج بهذه البشاعة والشيطانية واللا إنسانية.
كشفت الحرب أن هذه المدن تحولت مع الصراعات الكثيرة إلى معسكرات ومخازن أسلحة وأنها كانت تنام على قنابل موقوتة لم يعلم بها ساكنوها حتى انفجرت لتحصد الأرواح البريئة.
وصلتني عبر الواتس أب رسالة مفادها: (يقول أحد الإخوة العاملين في القطاع الصحي:
?????? ???? ?????? ???? ?? ?لأ???? ?????? ????? أ????ها ????? محرك ???? وبحثت ?? أ???? ????? ????? أ? ???? ????? ???? ???? ??????? ?3 ??????? بقيمة ???? ???? ????? ?? ????? أ? ?????? ????????? كله لديه 2 أ? 3 ??? ???? ??????? ???? ?????? ?????? ??? ??????? ???????? أ?? ??? الهليوكبتر ????? ????? ?????? ?????? أ? ???? ???? ??????? ???? ?????? ????? ??? ????? الدراسية ???? ?????).
وسواء أكان ما ورد في هذه الرسالة صحيحا أم غير صحيح فإن بناء الوطن بشراء ما ينفع الناس خير من شراء ما يضرهم كالأسلحة لأنها قد توجه إلى صدور أبناء الوطن كما يحدث اليوم.
بعد انتهاء الأزمة اليمنية فإني أدعو الدولة إلى مصادرة كل الأسلحة من كل المواطنين وتحريمه وتجريم مالكه ليكون السلاح فقط بيد القوات المسلحة والأمن الموالية للوطن والشعب. وعلى المثقفين والمتنورين الإعلان عن حملة واسعة لمحاربة امتلاك المواطن وحمله للسلاح.