نعاني من جور العدوان وننظر للمستقبل

أولا وقبل كل كلام يكتب  وأي كلام يقال لابد من إيقاف هذا العدوان الغاشم والمتواصل على بلادنا والأخطر فيه أن يتحول الوسطاء والمصلحون إلى خصوم يمارسون العدوان الجائر على الشعب اليمني بكامله  مواصلين هجماتهم التدميرية وإعتداءاتهم المبرمجة  بكل قوتهم وإمكانياتهم بدلا من القيام بواجباتهم العقيدية والوطنية وهو التقريب بين أطراف الصراع السياسي في بلادنا وردم فجوات الإختلاف التي تحولت إلى صراع عسكري ومن ثم إلى حرب مدمرة وخاسرة كما هو باد من حسابات أيامها الماضية ! !!
فمن ذلك الذي يمكنه أن يدعي بأنه المنتصر فيها (( حين تضع أوزارها وتذهب بعيدا بكل شرورها)) وهو الذي سوف يتحمل كل ما لحق بالشعب اليمني من أضرار جسيمة وخسائر فادحة يصعب تعدادها في هذا الحيز المحدود وخاصة وان العدوان كان شاملا ولم يتوقف عند حد معين فشمل إزهاق الأرواح وسفك الدماء وتدمير الإمكانيات والمقدرات وتحول العدوان إلى ما أسماه البعض بالجحيم في العديد من النصوص الشعرية التي تمت كتابتها في مواجهته ورفضه وإدانته بكل القوة منذ يومه الأول المشؤوم !!!
وثانيا فإن من أول الأولويات وأهم وأخطر ما تتطلبه اللحظة التاريخية بعد إيقاف هذا العدوان ووضع الحرب أوزارها في كل محافظات البلاد هو الاتفاق للسير قدما لتنفيذ أمرين أساسيين :-
الأمر الأول وهو السير قدما في استكمال المهام الأساسية المتبقية المتضمنة في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وتحقيق الهدف الجوهري منها وهو الوصول إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية والذي سوف يعتبر بل ويمثل عنوان المرحلة التي نتحدث عنها ((مرحلة الحركة العقلانية اليمنية )) كما سوف يرسمها الدستور الجديد بإذن الله وما أثبتناه بين القوسين كان عنوان هذه اليومية قبل عمليات العدوان الجائر والغادر الذي أشرنا إليه !
والأمر الثاني وهو الإيمان الصادق والمطلق بمبدأ السلم والشراكة الوطنية بتفصيلاته المحددة في الاتفاق الخاص بذلك والحرص على تنفيذه وملحقاته وبروح المسؤولية الجماعية والتكافل والتضامن  والاستفادة الكاملة من معطيات التجربة السابقة والتفكير الجدي في رفع السلبيات عن الحياة السياسية ومعالجة الحزازات والأحقاد والضغائن بصورة سلمية وراقية وتهذيب التعددية السياسية المتصارعة على المصالح الخاصة وتخلصها من الآثام الكبيرة التي ارتكبتها ضد الشعب ومصالحه العليا وان تعمل وتقدم في القريب العاجل ما يجعل الشعب كله يغفر لها ذنوبها!!
وهنا لابد أن نؤكد بأن كافة الأطراف المعنية ومن حقيقة الكارثة المروعة التي بلغها المشهد المأساوي العام في بلادنا سوف يحكمون العقل وسوف يجدون الطريق المستوية كالصراط المستقيم والمنزهة من كل صور الاعوجاج أو المرتهنة إلى حفائر السقوط والانحدار ليسيروا عليها وحسب إملاء الإدارة الجماعية  فالكل في بوتقة الشراكة الوطنية بإذن الله عز وجل وتوفيقه سيرسمون الخطوط التنفيذية لما يجب التعجيل به ويتحملون مسؤولية التطبيق العملي له أولا بأول وخاصة وأن في اليد وثائق مبرمة موقع عليها فضلا عن وثيقتين أخريين الأولى تتمثل فيما تم الإتفاق عليه من مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل مع سرعة معالجة الخلافات التي مازالت عميقة حول المتبقي منها ومن ضمنها عدد من الموجهات الدستورية المختلف حولها ولم تتم الموافقة عليها وهي بحاجة ماسة إلى التغيير والتنقيح  وتحقيق الإجماع عليها كغالبية المخرجات!!!
والوثيقة الثانية هي المسودة الأولى لمشروع الدستور الجديد وهي أيضا تحتاج إلى تصفيتها من كل ما كان سببا جديدا لمضاعفة الاحتقان السياسي وسيبقى موضع اختلاف بل ويمثل معوقا أساسيا في طريق السير نحو عرض المشروع على الشعب للاستفتاء عليه ليقول كلمته الفاصلة في إنجاز الدستور المقبول من كل الأطراف والقوى والمكونات السياسية وصياغة قصة النجاح اليمنية المكلفة لأغلى القيم التي يستحيل أن تثمن  وأعظم وأقدس التضحيات  وهو ما طال انتظاره من قبل أمتنا العربية والعالم من حولنا وبدون تلكم التكاليف القاصمة للظهر  !!!
لقد مرت بلادنا بتجربة مريرة وتحولات مدمرة كان البعض يحذر منها وكان البعض لا يتصور حدوثها برغم مثال ليبيا وسوريا وكان البعض يستهين ويتجاهل كل ذلك غير أننا نقول للجميع ما زال الوطن اليمني وبشعبه العظيم والأبي المكافح يمتلك كل مقومات الثبات والصمود والمقاومة واستئناف حياته الحرة الكريمة من جديد بإذن الله وتجاوز كل الطرق  المغلقة على الفشل والانكسار وبعيدا عن الطفيليات أو النعرات أو الطحالب النفسية المذمومة وبفضل ما سوف يثمره استئناف الحوار ولا سبيل غير الحوار !!!
قدر التشبث بالحوار –

ماذا سنصنع بالحوار ¿
وقد تفاقم حالنا في الإنحدار !
وأجدب العقل المضئ من الثمار
وتاه في اللجج الحوار
وغار وجه الإختيار
وتلوثت صور السياسة والنجابة بالوحل

قد يعجبك ايضا