ثورة 21 سبتمبر والموقف السعودي منها
لا ريب أن معظم الشعب اليمني يعلم بحجم الثروة التي يمتلكها وأن اليمن ارض الحضارات والتاريخ العريق وتمتلك الموقع الاستراتيجي الأهم في المنطقة ولذلك فإن المملكة العربية السعودية تعلم جيدا أن اليمنيين وفي حالة تمكنهم من استغلال كل هذه المكونات والمقدرات الاستغلال فإن ذلك سينعكس بدوره سلبا على المملكة وبشكل كبير كونه سيسلبهم دورهم الرائد في المنطقة ناهيك عن إمكانية المطالبة بإرجاع أراضيهم المنهوبة ونقض اتفاقيات التنقيب المجاورة لأراضيهم كونها اتفاقيات مجحفة وظالمة معا.. ناهيك عن خوف أمراء وملوك دول الخليج في أن تكون هناك دولة ديمقراطية مزدهرة في المنطقة فهي على يقين بأن شعوبها تواقة لاستبدال أنظمتها الملكية المستبدة بأنظمة ديمقراطية تؤمن بالحرية والعدالة والمساواة ولذلك عمدت تلك القوى وعلى رأسها المملكة بإحكام سيطرتها على اليمن من خلال مراكز النفوذ للسلطة والمعارضة وزعماء القبائل ومحاولة استمالتهم وشراء ولاءاتهم بالمال لتنفيذ أجنداتهم في إخماد تلك المقومات وجعل اليمن مسلوب الإرادة وعندما عزم اليمنيون لتغيير ذلك الواقع المقيت لإزاحة كل أولئك العملاء قامت ثورة الـ11 من فبراير 2011م .. وما لبثت أن احتوتها تلك القوى التي لا تريد لليمن النهوض والسيادة فعمدت على إجهاضها قبل أن تلد باختلاق ما يسمى بـ(المبادرة الخليجية وآليتها المزمنة) التي عمدوا من خلالها إلى استبدال الأشخاص في ما يشبه التقاسم والمخاصصة والسيطرة عليهم لكي يستمروا في سياسة الإضعاف والإفقار والاستحواذ.
ولأن اليمنيين عازمون على تغيير الوضع لا تغيير الأشخاص توجب عليهم القيام بثورة يكون لها من القوة ما يمكنها من التخلص والى الأبد من التدخل الخارجي الذي لا يريد السيادة والاستقرار لليمن واجتثاث كل الأيادي الفاسدة التي زرعتها تلك القوى الخارجية فكانت ثورة الـ “21 من سبتمبر 2014 ” هي الطريق الأمثل لتحقيق تلك الثوابت بكل جدارة وحزم لتلبية شغف اليمنيين في نزع ثوب المهانة والذل وإلى الأبد.
ولكون جماعة أنصار الله هي القوة الوحيدة في اليمن التي لم تستطع المملكة إغراءها أو السيطرة عليها وكونها أثبتت لليمنيين وطنيتها ونزاهتها وصدق نواياها في نصرة المستضعفين والمظلومين ناهيك عن تماسكها وصلابتها خلف قيادتها الحكيمة والرشيدة .. التي نالت به ثقة الشعب وبشكل استثنائي وكبير.. فما كان من ذلك الشعب الثائر إلا أن ركن إليها وأوكلها قيادة الثورة.
وعندما استشعرت تلك القوى الخارجية وعلى رأسهم المملكة بقوة وصلابة ثورة الـ21 من سبتمبر وعزمها الجاد في إيقاف دورها السافر وبشكل نهائي وبتر الأيادي العميلة لها وما يترتب على كل ذلك من تبعات كشفت القناع عن نواياها الخبيثة تجاه بلادنا من خلال حشدهم لأنصارهم في الداخل والخارج وأعلنوها حربا شعواء بكل ما تعنيه العبارة على هذه الثورة مستخدمين كافة الوسائل الإعلامية والدبلوماسية والاقتصادية وكأني أراهم ولسان حالهم يقول “إما أن تكونوا أشتاتا أو لا تكونوا بتاتا” ولكن هيهات أن يتحقق ما تسعى إليه في ظل إرادة شعب قوية وقيادة ثورية سوية اتحدت فيها القوة والإرادة في مرحلة يراها الثوار بل كل الشعب اليمني في أن “يكون أو لا يكون”.
ورغم حساسية الموضوع ووضوح الدور السعودي السلبي في اليمن إلا أننا انتهجنا أسلوبا علميا في معالجة الموضوع متحاشين في ذلك المبالغة أو تصوير الأمور خلاف.. أو أكثر من وقعها .
وما يحز في نفسي ودفعني إلى الكتابة هو نقص المادة العلمية الصريحة التي تناولت الموضوع .. أو تناثرها في ثنايا المكاتب ومتفرقات الصحف والمجلات لفترة زمنية طويلة أو لقدمها وعدم تناولها لمستجدات الأحداث …
ولذلك كان هذا الجهد المتواضع من احد أبناء تراب هذا الوطن الذي يعترف بالدين الذي عليه تجاهه..
“والله من وراء القصد”