التزين بالآخرين.!!
يقوم العديد من الأصدقاء الإعلاميين وغيرهم بنشر صور شخصيات ورموز عرفت على مستوى الساحة اليمنية في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” ..نحن لا نعتب عليهم من حيث الميولات الشخصية وكل ما يتعلق في الاختيارات الذاتية كون هذا جانبا يصعب جدا التدخل فيه لكننا ننظر إلى مسألة التفاخر بـ”فلان, وعلان”, وهلم جرا من الاستعراضات في النزاهة , والأخلاق وووو…, وجميعها على حساب قضيتنا الوطنية .
أولا أرى في هذه الأمور عجزا صارخا أمام القدرة على تحمل مسؤولية الهم الوطني الذي ينتظر منا كل ثبات , وغير قابل لهذا التقاعس الشديد ..
ثانيا: يعتبر السير على هذا المنوال نسفا كاملا لكافة القدرات الشبابية التي تتزين بها الأجيال الصاعدة . فمن غير المعقول تصنيف جيل بحاله بأنه غير قادر على تحمل مسؤولية قيادة البلاد وأن علينا العودة إلى كل مربعات الماضي بمواقفه, ومعاناته, وأيضا شخوصه. ما يزعجنا في تلك الأساليب من الطرح هو بعدها الكامل عن الواقع .. الواقع الذي لابد أن تكون الأسس العملية فيه قد وضعت من اجل اجتهادات عملية تصب في مصلحة الوطن- لا أن تكون لأهداف شخصية أو أغراض جماعية كونها بهكذا سلوك لن تخطو بنا ولو بمقدار خطوة .. في هذه المرحلة الوطن بأمس الحاجة لنا كأبناء مسئولين منه وليست تلك الشخصيات التي تعتبر جزءا من أبناء الشعب هي من تحتاجنا لأننا لم نوجد من أجلها حتى وإن سعت في التسخير لذلك . لن تنجح مساعينا في ظل تحريف الولاء من الوطني العام الى الجزء الشخصي ..
كل عنصر من تلك الشخصيات سواء قدمت عملا وطنيا إيجابيا أو سلبيا سيكون وضعها بين صفحات التاريخ الذي يدون نفسه ودون تهاون أو تساهل مع أي فرد أو موقف . فلماذا علينا أن نحل مكان القلم التاريخي وننسى ماهو الأهم¿ , سنساند كل من وجدت لديه الكفاءة في قيادة الوطن مستبعدين بذلك التفرقة العنصرية والطائفية كوننا أبناء جلدة واحدة , وهدفنا هنا سيكون الوطن وليس الشخص أو الجماعة . لأننا نتزين بجمال وطن ونفخر بعزته وشموخه , ورخائه لا بتمجيد إشخاص نعرف بأنهم زائلون.