ماذا يريد الشعب في المرحلة القادمة¿¿¿

جمال عبدالحميد عبدالمغني

 - الشعب اليمني العظيم والمعطاء والكريم بطبيعته الفريدة والمتميزة والبسيطة لا يطلب المعجزات من حكامه ولا يتجاوز حدود الواقعية بل ويلتمس الأعذار والمبررات لحكامه ومسؤوليه
الشعب اليمني العظيم والمعطاء والكريم بطبيعته الفريدة والمتميزة والبسيطة لا يطلب المعجزات من حكامه ولا يتجاوز حدود الواقعية بل ويلتمس الأعذار والمبررات لحكامه ومسؤوليه ويمنحهم الفرصة تلو الفرصة لتجاوز السلبيات ويشجعهم باستبشار كلما رأى بارقة أمل أو خطوة جريئة توحي بأن الحاكم بدأ يمشي في الطريق الصحيح كإثارة قضية فساد كبيرة أو إحالة فاسدين إلى التحقيق أو شيء من هذا القبيل ولكنه للأسف يصاب بخيبة أمل كبيرة عندما تمر الأيام ولا يحدث شيء مما كانوا يتصورون أنه أصبح واقعا وأن عجلة التنمية والبناء بدأت تدور ويرددون بعد ذلك المثل الشائع الخطبة (الخطبة والجمعة الجمعة) عندما يكتشفون أن أمانيهم وتطلعاتهم وطموحاتهم أصبحت كالسراب.. وأن ما كانوا يسمعونه في البداية لم يكن أكثر من فرقعات إعلامية خادعة ومخدره ليس إلا عندها تبدأ عملية التشاؤم فالتذمر فالسخط وصولا إلى حالة انعدام الثقة والفوران الشعبي والثورة ضد النظام القائم الذي لم يستفد من الفرص التي منحت له من الشعب هكذا تسير الأمور في كل بلدان العالم ومنها بلادنا ليس في زمننا هذا ولكن حتى في العصور السالفة حتى وإن تغيرت أساليب الشعوب في رفض ظلم وفساد حكامهم أو أنظمتهم ولأن الذكي هو من يقرأ التاريخ جيدا أو يعتبر من دروسه فلا بأس من التذكير بومضات من تاريخنا اليمني الحديث والقريب جدا.
توفرت فرصة كبيرة لنظام الحكم في اليمن عقب تحقيق الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 1990م ولو تم استغلالها والعمل بجد وإخلاص لأصبح اليمن اليوم دولة يشار إليها بالبنان لكن منظومة الحكم آنذاك نهجت نهجا آخر تغلبت فيه مصلحة الأشخاص على المصلحة العليا للوطن فانتشر الفساد وحدثت المماحكات ووصلنا إلى مرحلة الحرب المشؤومة وتهيأت الفرصة من جديد للرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد حرب صيف 1994م لكنه أضاعها مجددا وبدلا من أن يلمس الشعب بوادر ظهور مشروع نهضوي ينتشل البلد من حالة الضياع والتوهان ويوقف مسلسل نزيف الموارد بدأت تظهر أمامه ملامح ومشاهد إمبراطوريات الفساد العملاقة وكل ذلك كان على حساب قوت الشعب وأمنه واستقراره وكانت المعالجات الاقتصادية تثقل كاهل المواطن باستمرار وتوسع دائرة الفساد ومن تلك المعالجات على سبيل المثال رفع قيمة المشتقات النفطية والغاز للمستهلكين أو إصدار كميات كبيرة من العملة النقدية بدون غطاء الأمر الذي أوصل سعر الريال اليمني إلى ما هو عليه اليوم 215 ريالا للدولار بعد أن كان سعره 4.5 ريال للدولار في بداية الثمانينيات و7 ريالات أو 12 ريالا في بداية التسعينيات وكانت الفرصة الأخيرة التي أضاعها النظام السابق بعد انتخابات 2006م بعد الوعود التي قطعها للشعب عقب اندلاع مظاهرات 2005م عقب جرعة المحروقات الشهيرة آنذاك فوصلت الأمور إلى ما وصلت إليه بعد أن وصل الشعب إلى مرحلة اليأس وكانت ثورة الشباب 2011م هي المنقذ وهي طوق النجاة بالنسبة للشعب لكنها سرقت ومع سرقتها ضاعت أحلام الشعب مجددا.. وللحديث بقية.

قد يعجبك ايضا