الوطن أولا
علي محمد قايد
الوطن اليمني وطن الجميع ومسؤوليته مسؤولية الجميع دون استثناء وبالتالي فمن الضروري أن يعي الجميع ذلك دون التخاذل والتخلي عن المسؤولية الوطنية ومن واقع التجربة القاسية التي مرت بها بلادنا خلال السنوات الأخيرة وما تعرضت له البلاد من أزمات خانقة فهذا يستدعي من الجميع دراسة الأسباب التي أدت إلى كل ذلك والخروج بمعالجات جدية لها ولن يتحقق ذلك ما لم يتم الجلوس للحوار والابتعاد عن المزايدات والمغالطات والمكايدات بعيدا عن الحزبية والمذهبية والمناطقية ولا أقصد التجرد عنها تماما إنما عدم التفكير بعقلية الأحزاب والمذاهب والطوائف والتي صارت تفتقر إلى الثقافة الوطنية فالاختلافات الحزبية والتي زادت حدتها خلال العام 2011م كانت سببا في وصول البلاد إلى ما وصلت إليه بسبب المكابرات وعدم الالتفات للحوار واللجوء إلى الخروج إلى الشوارع تحت مسمى الثورات كما حدث في ثورات الربيع العربي والتي كانت عبارة عن صراعات ومواجهات لم تؤد دورها نتيجة طبيعة المجتمع وطبيعة الأحزاب وممارسة التعصبات الحزبية والمناطقية فهناك نظام كان قائما بذاته وهناك معارضة خرجت بثورة ضد ذلك النظام والذي كان له شعبيته الواسعة وهذا بدوره أدخل المجتمع اليمني في صراعات وانتشرت ثقافة الأحقاد والكراهية تحت مسميات حزبية وهذا بدوره أتاح المجال لظهور صراعات أخرى مذهبية وطائفية ومناطقية نتيجة عدم التوافق على قضية واحدة وهي قضية وطن وكيفية بناء دولة جديدة فالظروف الاجتماعية والاقتصادية التي مرت بها البلاد إضافة إلى الاختلالات الأمنية وانتشار العمليات الإرهابية وتفكك الجيش كل ذلك شكل عائقا في نجاح الحكومة والقيادة والوصول بالبلاد إلى بر الأمان ونتيجة لكل ذلك فالبلاد اليوم تمر بفراغ دستوري نتيجة استقالة الرئيس والحكومة ومع كل ذلك فالأوضاع شبه مستقرة مقارنة لما كان من المفروض حدوثه من فوضى وأعمال عنف ونهب حيث أثبت المواطن أنه لا يسعى إلى ذلك إنما حلمه ومطلبه الاستقرار المعيشي في ظل أزمة أنهكته وأكلت الأخضر واليابس.