المشهد الثقافي في اليمن كنظيره السياسي يتدهور ويسير بوتيرة متذبذبة
حاوره/ فايز محيي الدين البخاري

رغم حداثة تجربته الشعرية إلا أنه استطاع أنú يحفر اسمه في خارطة المشهد الشعري ليس على مستوى اليمن فحسب بل ولدى الكثير من شعراء الوطن العربي الذين تربطهم به رابطة الكلمة المجنöحة والمعنى المتناهي. يعتبره البعض ممن يتابع انتاجه الشعري الذي يسير باضطراد نحو غاية يبدو أنه يعلمها ويسعى حثيثا لتحقيقها يعتبرونه نابغة وشاعرا متفرöدا له طابعه الخاص لا يكل ولا يمل في سبيل تحقيق غايته والسير بموهبته نحو الأفضل.
إنه الشاعر الشاب قيس عبد المغني الذي حلقنا معه سريعا في هذا الحوار الخفيف على النفس الذي يبرöز موهبة فذة تتلمس خطاها بأناة ولا تعترف بالتميز الذي يتسبب بالغرور.
فإلى الحوار:
* بداية كيف تحب أنú تقدم نفسك للقارئö الكريم¿
– أنا شاب نضج قبل أوانه فأصابه ذلك بالهلع وقرر أن يكتب بلا هوادة..
في الحقيقة لا أحب حقا أنú أقدم نفسي للقارئ..لا يوجد ما يستحق ذلك.
القارئ نفسه لا يحتاج لأن يقدم له شخوص أو أسماء بقدر ما يحتاج أن يقدم له عمل أو منتج يستفيد منه.
* ما العقبات التي تقف في طريق تحقيق طموحاتك¿
– لا يوجد أي عقبة أو عائق أمام من يسعى بجد وإخلاص صوب هدف رسمه لنفسه سلفا.. أؤمن بهذا تماما.
إنú كان ثمة عائق أمامي فهو ليس سوى أنا.. فأنا أكبر عقبة تواجهني.. أنا من يحول دون تحقيق ما أصبو إليه. وهذا أمر يطول شرحه كما تلاحظ.
مشكلة الأضواء
* هل أنت راض عن تجارب المبدعين الشباب في اليمن¿
– في الأغلب تكون بداياتهم جيدة وجيدة جدا أحيانا.. المشكلة في المرحلة التي تلي البداية حيث تجد معظمهم وقد أنكفأ على اسمه بعدما تشبع بالمديح وفلاشات الصحافة وحفلات التوقيع خاصته.
أعداء المبدع في اليمن هم أولئك الذين ينفخونه مثل بالون بكلمات الإطراء وعبارات الدهشة. كي يتألق المبدع اليمني علينا أنú نحجب عنه الأضواء وأنú نتربص بعثراته وزلاته.
* أين أنت مöن المتغيرات المتسارعة في الواقع اليمني ككل¿
– لا أعلم تماما.. ربما كنت في قلب هذه الدوامة التي أسميتها الواقع اليمني.
* ماهي اللحظات التي تحب أنú تكون فيها لوحدك¿
– طوال الوقت.
* مواقف لا يمكنك نسيانها في مشوارك الشعري¿سلبا وإيجابا¿
– مشواري الشعري ¿! صدقني يا عزيزي أنا لم أبدأ بعد..بضع سنوات منذ بدأت الكتابة هي مشواري. وهو كما تلاحظ أقصر من أن يسمى مشوار.
* أشخاص لا يمكنك نسيانهم أبدا¿
– حقيقة لا أتذكر الآن أي اسم محدد.
وتيرة متذبذبة
* كيف تنظر للمشهد الثقافي في اليمن¿ وما الذي ينقصه ليكتمل¿
– لا أتابع المشهد بذلك القدر الذي يسمح لي بتقييمه ..ما أفهمه أن حال المشهد الثقافي في اليمن لا يختلف عن نظيره السياسي والاجتماعي .. يمكن القول أنه يتدهور ويسير بوتيرة متذبذبة .
ما ينقصه فقط هو أن تلتقطه الدولة وتعتني به فعليا وليس صوريا كما يحدث الآن ومن قبل.
* هل أنت مع الهجرة خارج الوطن التي يندفع إليها الكثير من الشباب وبالذات المبدعين¿ ولماذا¿
– أنا مع خروج غير المبدعين فقط .. المبدع اليمني لم يكن ليصبح مبدعا إنú توفرتú له سبل الراحة والعيش الرغيد.
* أين يقف قيس عبد المغني بالنسبة لمدارس الشعر العربي¿ وما وجهة نظره حولها¿
– أقف حيث أنا الآن وحيث سأكون غدا وحيث كنت بالأمس ..أقف حيثما تنتابني الكتابة.. لا أفقه كثيرا في مدارس الشعرö وأقف متبلöدا أمام شروط القصيدة العمودية ونصوص التفعيلة.. لا أفقه شيئا عن البحور والأوزان وتلك الأمور التي تجعلني أخشى مجرد الخوض فيها.. أكتب ما تمليه علي اللحظة الشعرية فحسب ولا أفكر أبدا في الشكل الذي أكتبه.. إنú كان في الشعر ثمة مدرسة تسمى المدرسة الفوضوية فأنا أقف بمحاذاتöها تماما.
حصار المبدع
* ما الذي يفتقده المشهد الأدبي والثقافي اليمني لينافس عربيا وبقوة¿
– لدينا أسماء متفردة على مستوى الخارطة العربية لا ينقصها سوى أن يكف عنها الأذى والحصار والتضييق كي تحلöق.
* هل ترى أن النقد الأدبي مواكبا للتجارب الإبداعية كما يجب¿ ولماذا¿
– لا أكاد أرى أي نقد حقيقي بمقدوره أن يغربöل هذا الفوضى الإبداعية.. بل العكس ما أراه هو حركة ناشطة في مجال المديح والتصفيق لأي عمل غث كان أم جيد.
* بماذا يحلم قيس عبدالمغني¿ وما مشاريعه المستقبلية¿
– أحلم بالخلود.. ولا مشاريع مستقبلية لدي .. أنا شاعر كسول جدا أنتظر مöن كتاباتي أنú تخدم نفسها وتجد لنفسها موطئ قدم في المستقبل.