غرابة ..التاريخ

محمد المساح


 - يظل التاريخ ..ليس أحيانا ..عصيا على الفهم ,أو أنه لا يسمح بفتح مغاليقه,حتى تدور الدورة, الزمنية الكاملة لإحدى دوراته,وربما يكون السبب هو أن لا يحدث تراجع ..أو قطع يغير مما هو مرسوم .
يظل التاريخ ..ليس أحيانا ..عصيا على الفهم ,أو أنه لا يسمح بفتح مغاليقه,حتى تدور الدورة, الزمنية الكاملة لإحدى دوراته,وربما يكون السبب هو أن لا يحدث تراجع ..أو قطع يغير مما هو مرسوم …المهم أن تكتمل الدورة ليتسنى بعدها دورة أخرى تأخذ مكانها في مجموع الدورات ..وسلاسل التاريخ.
وهذا الاستنتاج البسيط الافتراضي لا يغير أبدا من الدور الإنساني الفاعل في إنتاج التاريخ وصنع دوراته .
وما نخرج به من ذلك الاستنتاج …هو غرابة تلك التوافقيات والصدف والمصادفات وهي تحدث في غمار الأحداث ,تبدو وبعد أن أتدور الدورة بكاملها مبد وبعد أن تدور الدورة بكاملها وتنتهي ..تخلي لدورة جديدة .. يكشف أن تلك المصادفات والتوافقات وهي تصنع الأحداث أنها كانت عمليات قد خطط لها من قبل ..قدريا ..أو إرادة إنسانية وهذا يعني ..بأنه قد فكر فيها على الأقل .
وهنا يكمن التساؤل ..وكأن التاريخ قد سطر حواراته مسبقا وما على صانعيه ..سوى تجسيده عمليا..ثم يتبعه بعد ذلك التسجيل على السطور والصفحات وإن حدث أو يحدث حقيقة أو خيالا من اعتراضات.. لي التسطير الأول أو خلال التنفيذ والتجسيد فإن تلك الاعتراضات والاحتجاجات يتجاهلها التاريخ أساسا وينفيها نفيا كاملا إلا ما قل وندر وتعتبر استثناءات لا تذكر.. ليبقى ما سطره التاريخ ونفذه عمليا بطرقه الخاصة المراوغة والمداورة على المجموع الإنساني.. ورهن ذلك المجموع أداة طيعة وخاضعة مستسلمة لأوامره ونواهيه.
أما مقولات الحيف والظلم والقهر فهي عبارة عن وسائل في نظره تكمل غاية تسيطره وهدف إنجازه.
وهو في الأخير « أي التاريخ» منذ البدء وسطه ونهاياته التي استكملت والتي تستكمل بعد أساسه وجوهره الظلم والقهر والاستبعاد والإذلال.. مطايا جاهزة للقوة والغلبة.
ومن يبحث عن العدل والحق.. فتلك مسائل يتكلف بها القتل الصراح والموت البطئ والموت المعجل إلا من ملك.. الزجى.. فالزجى غلاب.
ذلك هو الاستثناء.. الذي يجبر التاريخ على استسلامه أما الأساليب الأخرى المتعارف عليها.. وهي الوسائل التي يستخدمها التاريخ طيلة تسطيره كالجوع.. والضرورة والحاجة فهي الوسائل المحيية لديه.. وأما الحرية في نظره فإنها عملية عارضة.. ومجرد جملة اعتراضية في وسط الجملة المكتوبة لأحداثه وإحداثه ـ لا تخل بالسياق إطلاقا.. أما المثال.. فهو لا يغدو في نظره سوى خداع للبصر وأي مطلب إنساني عزيز مجرد وهم وخداع.

قد يعجبك ايضا