ذكرى 30 نوفمبر الخالدة

اسكندر المريسي

مقال


 - 
تكمن في حسابات الزمن وساعاته ودقائقه ولحظاته منذ الثلاثين من نوفمبر 1967م وحتى اللحظة الراهنة مرحلة تاريخية مهمة تقدر بـ47 عاما منذ أن حقق شعبنا اليمني استقلاله
اسكندر المريسي –

مقال

تكمن في حسابات الزمن وساعاته ودقائقه ولحظاته منذ الثلاثين من نوفمبر 1967م وحتى اللحظة الراهنة مرحلة تاريخية مهمة تقدر بـ47 عاما منذ أن حقق شعبنا اليمني استقلاله الوطني في الـ30 من نوفمبر 1967م كان قبل ذلك يرزح تحت وطأة الاحتلال البريطاني الذي ظل جاثما على صدر شعبنا اليمني 129 عاما من عمر ذلك الاحتلال البغيض للشطر الجنوبي من الوطن سابقا ومعاناة الشعب اليمني من ويلات الاستعمار الانجليزي ما لا يحصى ولا يعد ظل خلالها شعبنا اليمني يسطر أنصع صفحات التاريخ المشرق في مقاومة المحتل بدءا من الانتفاضات الشعبية مرورا بالعمليات الفدائية فضلا عن تطوير أساليب الكفاح المسلح ضد قوات الاحتلال البريطاني لتشرق بارقة الأمل من قبل العمل الفدائي المسلح ثورة 14 اكتوبر 1963م المجيدة التي وضعت اللبنات الأولى لإنهاء ذلك الاحتلال من اليمن وإلى غير رجعة.
وقد أعطت ثورة الرابع عشر من اكتوبر قوة دفع حقيقية للعملية السياسية التفاوضية السلمية التي تجسدت معالمها البارزة في تحقيق الاستقلال الوطني المنشود واستعادة القرار السياسي اليمني من خلال جلاء الاستعمار الأجنبي والبدء بتدشين مرحلة جديدة من البناء والتنمية والإعمار تتويجا للجهود المخلصة للمقاومة اليمنية التي بفضلها وبفضل ثورة 14 اكتوبر 1963م تحقق الاستقلال الوطني في الـ30 من نوفمبر 1967م.
وتحيي اليمن قيادة وشعبا هذه الذكرى المجيدة وسط تحديات شديدة وظروف بالغة التعقيد يمر بها الوطن بالظرف الراهن وهو يستعيد الذكرى العزيزة على قلوب اليمنيين الغالية على نفوسهم والمتمثلة بانتصار الإرادة الوطنية التي كان أساسها ودافعها وجوهرها ومضمونها نيل الاستقلال الوطني والتحرر من تبعات الاحتلال الانجليزي بما حملته تلك الذكرى التاريخية المجيدة من قيم التضحية والفداء ومعاني العزة والكرامة تحت وطأة الدوافع الأساسية بهدف نيل الحرية والاستقلال والتخلص من التبعية والارتهان والتمسك بالمبدأ الوطني الثابت والمتمثل فكرا وسلوكا بحق تقرير المصير ليمن واحد موحد آمن ومستقر ومزدهر بدون قوى خارجية تعبث بإرادته الوطنية وتصادر استقلاله السياسي.
وما أحوج الشعب والقوى السياسية اليمنية من أحزاب وتنظيمات مختلفة أن تستشعر ذكرى الـ30 من نوفمبر 1967م وما تجسده في حياة الشعب اليمني من دلالات عظيمة ومعان وطنية محفورة في ذاكرة التاريخ المعاصر لشعبنا اليمني.
لذلك ينبغي استلهام العظات والعبر والدروس المستفادة من تلك المناسبة العطرة وتجسيدها واقعا عمليا بعيدا عن التدخلات الخارجية لأن الـ30 من نوفمبر كان ضد ذلك التدخل الخارجي والمتمثل بالاحتلال البريطاني بكل مكوناته وتحالفاته وعملائه وسلاطينه كما كان الثلاثين من نوفمبر طموحا مشروعا لنيل الحرية والاستقلال بعيدا كما أشرنا عن التبعية والارتهان والوصاية الخارجية بكافة أشكالها وأنواعها.
لذلك ينبغي تجسيد تلك المعاني حاضرا بالنظر إلى ما تمر به اليمن من أوضاع سياسية واقتصادية وأمنية فضلا عما تواجهه من تحديات داخلية وخارجية حتى لا يكون الـ30 من نوفمبر مجرد محطة عابرة في حياة القوى السياسية اليمنية دونما تجسيد لمعانيه وقيمه الوطنية وترجمتها سلوكا عمليا.
وقد مثل الثلاثين من نوفمبر 1967 إحدى أهم المراحل التاريخية في حياة الشعب اليمني لأنه حمل نداء وطنيا صادقا ومخلصا بأن اليمن لا يقبل الاستعمار سواء أكان ذلك الاستعمار بقواته العسكرية وعتاده الحربي على غرار الاحتلال البريطاني الذي انتهى وإلى غير رجعة أو كان ذلك الاستعمار دبلوماسيا ناعما ولكن بمخالب أشد من الاستعمار الانجليزي.
لذلك تكمن أهمية 30 نوفمبر 1967م من خلال رفض الاملاءات السياسية لأن ذلك التاريخ أنهى المستعمر البريطاني البغيض وتقاطع شكلا ومضمونا مع وجود ذلك الاحتلال ومع أي تدخل أجنبي يصادر الإرادة الوطنية للشعب اليمني وينتهك حقوقه الطبيعية في الحرية والاستقلال طبقا لمبادئ وأهداف ثورتي سبتمبر واكتوبر المجيدتين وكذلك الـ30 من نوفمبر بأن استقلال اليمن وقرارها السياسي ووحدتها الوطنية من الشروط الموضوعية والذاتية لاستكمال أسس ومقومات بناء الدولة اليمنية الحديثة.

قد يعجبك ايضا