العمود السادس

أحمد غراب

 - 


ستة أعمدة أحدها مكسور خرجت من تحت الرمال لتحكي حكاية عرش بلقيس.
الواقع الصعب الذي يمر به اليمن جعل هذه الأعمدة تتكلم في زمن ضاع فيه الهدهد ومعه

ستة أعمدة أحدها مكسور خرجت من تحت الرمال لتحكي حكاية عرش بلقيس.
الواقع الصعب الذي يمر به اليمن جعل هذه الأعمدة تتكلم في زمن ضاع فيه الهدهد ومعه الخبر اليقين.
العمود الأول : ماء ماء هل هو مقدمة لسيل العرم النسخة الثانية مطور ¿
العمود الثاني : لاااا إنها دموع سد مأرب
العمود الثالث حزينا : وعلى ماذا يبكي ¿
العمود الرابع : يتأمل واقع اليمن الحال فيبكي حزنا وقهرا وهو يتذكر أمجاد اليمن السعيد في الماضي.
العمود الخامس : يا الله! أين كان اليمن وأين أصبح¿! مؤكد إنها عين وصابته!
– هل فقدنا ذاكرتنا الحضارية¿!
– لا مازلت أذكر جيدا أن اليمن كانت ترسم خارطة التجارة العالمية
– وكانت تحرس الجزيرة العربية
– وكانت تزرع القمح وتبني السدود وتصدر البخور واللبان للعالم.
– مسكين اليمن كم هو مصدوم اليوم وهو يرى واقع أبنائه
– حروب لاتهدأ وفقراء ونازحون ومرضى مطوبرون وأطفال محاربون وطرق ينتشر فيها الجائعون والسائلون والعاجزون والمقهورون والمجانين.
– متأكدة ان هذا هو اليمن ¿
– أذكر جيدا أن اليمن كان ينادي على الملكة بلقيس ويفاخر بحكمتها وشجاعتها
– وكان يحكي للعالم عن براعة ولده حمير وتبع وشجاعة سيف وعمرو بن معد يكرب
– يا عجباااه أين ذهبت البطولات والأمجاد والتاريخ والبن والقمح والبخور واللبان ..
– تحولت إلى حروب وصراعات وقات ومبيدات وفقر ونزوح وبطالة.
– ما كل هذا الفقر الذي يعيشه اليمنيون ¿
– أتذكر أن اليمن كان يذهب بصدقة الطيور إلى مكة المكرمة وفي الوقت الذي كان العالم يعاني فيه من الجوع كانت “مدافن” القمح والحبوب ممتلئة بالخير الوفير
– وكان عسله وعنبه وتمره وقمحه مضربا للمثل
– وكانت شواطئه وموانئه قبلة للتجار يأتون إليها من كل فج عميق في العالم
– فكيف أصبح يعيش على المساعدات¿! ويتجرع المبيدات والجرعات والنزاعات ويعاني من الظلام والانطفاءات.
الخمسة الأعمدة بصوت واحد : يارب احفظ اليمن.
العمود السادس يستيقظ فجأة من غفوته ويقول : خمسة أعمدة مكتملين وأنا بينكم مكسور لكننا نشكل معا عرش العظيمة بلقيس وحضارة كانت أصل العرب ونشهد عليها فاشهدوا وأنا معكم أن وجودنا وبقاءنا رغم مرور آلاف السنوات ليس إلا رسالة لكل الأجيال تقول :
مهما فعلوا باليمن ومهما واجه من خطوب ومصائب سيعود اليمن ان بلدا صمد أمام سيل العرم وتهدم سد مأرب وصمد رغم الأخدود وغزوات الأحباش والأتراك والانجليز وغيرهم لهو قادر على أن ينهض ويعود وينتصر مهما طال الأمد.
اذكروا الله وعطروا قلوبكم بالصلاة على النبي
اللهم ارحم أبي وأسكنه فسيح جناتك وجميع أموات المسلمين.

قد يعجبك ايضا