اغتيال الفكر والسياسة

يحيى محمد العلفي

 - أن نغتال الفكر والسياسة ونقúدم عمدا وعدوانا على سفك دم العلماء والأكاديميين من أبناء الوطن فذلك منتهى الكفر والفجور والخروج عن كل النواميس الإنسانية والش

أن نغتال الفكر والسياسة ونقúدم عمدا وعدوانا على سفك دم العلماء والأكاديميين من أبناء الوطن فذلك منتهى الكفر والفجور والخروج عن كل النواميس الإنسانية والشرائع السماوية.
وأن يقدم شذاذ الأفاق وقتلة النفوس البريئة بارتكاب جريمة إزهاق روح أستاذ جامعي وعلم فكري كبير بارز بحجم الدكتور محمد عبدالملك المتوكل في وضح النهار بالشارع العام وعلى رؤوس الأشهاد فذلك هو قمة الانفلات والفوضى العارمة التي تعم البلاد والتي لا بد أن تأخذ جل اهتمامات أبناء اليمن على اختلاف مستوياتهم ومواقعهم في قمة الانفلات والفوضى العارمة التي تعم البلاد والتي لا بد أن تأخذ جل اهتمامات أبناء اليمن على اختلاف مستوياتهم ومواقعهم في قمة السلطة وفي المعارضة وفي أرجاء الوطن لاسيما في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد والتي تقتضي من الجميع الوقوف بحزم وبمصداقية في مواجهة هذا الداء الخبيث الذي نسميه الإرهاب والذي يعتبر دخيلا على مجتمعنا ولا تسمح به قيمنا وعقيدتنا ولا أسلافنا وأعرافنا عبر العصور والمراحل المختلفة.
ونتذكر بأنه كان قبل عشرات السنين إذا سمع بقتل شخص ما في طريق عام أو على خلاف ما فإن اليمن كلها تصرخ له وتستنكره وتستاء من فعلته … أما في عصرنا الراهن فإن القتل والقتال أصبح مدعاة للفتنة ولحديث الناس في المجالس والتجمعات وصار القتل بالعشرات بل بالمئات ومن يعارض ذلك فلا يلؤمن إلا نفسه “ويا فصيح لمن تصيح” وكأن أرواح الناس ودماءهم أصبحت هدرا رخيصا لا قيمة لها.
فهذا هو الدكتور محمد عبدالملك المتوكل تزهق روحه ويسفك دمه وهو في آخر العمر من حياته الحافلة بالعطاء والحب والوفاء لهذا الوطن الحبيب المعطاء فهو الإنسان الوطني الصريح الذي تحلى حقا بصفات حميدة وبقيم إنسانية جعلته قريبا من الجميع وصديقا ودودا لكل أبناء الشعب ولم يطمع في منصب أو مال أو جاه.. عاش حياة متواضعة مع أنه كان بإمكانه أن يبلغ من النعيم والوجاهة أكثر من غيره.. فهو من أسرة مرموقة ومن بيت ثري بالمال والعلم لكنه من أسرة مرموقة ومن بيت ثري بالمال والعلم لكنه – وقناعته كانت هكذا – فضل إلا التواضع والعيش بين أوساط البسطاء.. ولأنه عاش هكذا فلقد كثر حساده وباغضوه وامتدت إليه يد الغدر والخيانة والعدوان ليموت شهيدا في محراب الصديقين الوطنيين الأتقياء.. وعلى كلمة سواء بأفكاره النيرة ومواقفه الوطنية الشجاعة التي لا يخشى بها في الله لومة لائم بل ولم يتنازل عنها مهما كان.. فكانت نهايته بهذه الفاجعة المؤلمة التي لم تحزن أهله وأولاده وذويه وأقاربه ومحبيه بقدر ما أحزنت وأدمت قلوب الملايين من أبناء الشعب اليمني لكونها جاءت بعيد أشهر من فاجعة اغتيال رفيق دربه الأستاذ الدكتور الفاضل أحمد شرف الدين.. وبنفس الطريقة والأسلوب الإرهابي الغادر والجبان يخسر اليمن بين الحين والآخر العديد من رجالاته وكوادره وأبنائه الأكفاء الأوفياء سواء منهم المدنيين أو العسكريين والأمنيين.

قد يعجبك ايضا