أن نظل ….لا يكفي

عبدالرحمن بجاش


 - لن نضيف جديدا حين نكرر حزننا واستنكارنا وشجبنا ولجاننا , فالجديد المتجدد أننا نعود إلى الاسترخاء حتى تطل فاجعة أخرى أشد إيلاما , ما حصل بالأمس يجعل السؤال يكبر أ
لن نضيف جديدا حين نكرر حزننا واستنكارنا وشجبنا ولجاننا , فالجديد المتجدد أننا نعود إلى الاسترخاء حتى تطل فاجعة أخرى أشد إيلاما , ما حصل بالأمس يجعل السؤال يكبر ألف مرة ¿¿ هل وصلنا إلى حافة الكارثة ¿¿ ومع كبر السؤال يصير الجواب تحصيل حاصل : بل أننا وسطها , ولم يعد الأمر جديدا أن يغتال العقل ألف مرة , فيستنكر الناس ويشجبون ويدينون , نستنكر فقط أن يغتال رجل يمثل العقل مهما اختلفت معه , نستنكر الأمر لأن الرجل عمره ثمانون عاما , ويمشي راجلا على الطريق , ولا نسأل أنفسنا كما كل مرة من يوم أن اغتيل النعمان الابن : öلم يصل الأمر إلى الاغتيال كحل وحيد لإسكات صوت العقل , أما لماذا ¿ فلأن الطرف الآخر لا يجيد لغة الحوار , ولا يدري كيف يستخدم الكلمة , هل تلاحظون أنه باغتيال د. محمد عبدالملك المتوكل تضيق مساحة العقل والعقلاء ومن برؤوسهم حكمة تقف في وجه الانحدار !! , المسالة لا تحتاج إلى تنظير , وزيادة كمية القات والتسابق على أول مدكأ !! , لتتحول كل فاجعة إلى مناسبة كلامية بامتياز !!, هل علي أن أسأل : ما الذي يؤدي إلى ارتكاب جريمة الاغتيال ¿ مناهجنا ¿ إعلامنا العقيم ¿ غياب تجديد الفكر الديني مواكبة لروح العصر , أجزم أن من اغتال الرجل لا يدري من هو ¿ ولماذا اغتاله !! هل تتذكرون من حاول اغتيال نجيب محفوظ فبسؤاله عن محفوظ قال : لا أعرفه , وهل قرأت له ¿ لم أقرأ له في حياتي , واعتقد جازما أن الرجل لا يقرأ , مرتكب جريمة اغتيال الأمس قد يكون نفذ بدون سؤال ومعدته خاوية , لأن من كلفه رباه على السمع والطاعة , أي لا تسأل ..لا تتكلم …بل نفذ ….لأن الأمر كله متعلق بتغييب العقل !! , ما يدعو إلى أن نقولها بالفم المليان أعيدوا النظر في المناهج وفي خطاب هذه القنوات المتحجرة , وأعيدوا للمسجد الكريم هيبته ووقاره ودوره , وإسألوا عن وزارة الأوقاف , هل هي وزارة لصرف الأراضي ونهبها ¿¿ أم أن مهمتها أكبر , وبدون مقارنة , فمن لحظة أن حيدت السياسة دور الأزهر العظيم هاهي العبوات الناسفة تتفجر وسط القاهرة !! , القضية هنا ليست (( زيدي وشافعي سني وشيعي رافضي وناصبي )) , فاليمنيين ليسوا في وارد هذا مهما ادلهمت الخطوب , القضية إفراغ الوطن اليمني من العقل الحاكم ما يحتم القول أننا بحاجة إلى حزب للعقل بديلا عن أحزاب عقيمة كالفضائيات المحلية هي مجرد محرض لا علاقة لها بالإعلام وبصياغة أفق للحكمة نفتقر اليه , بدليل أننا لم نصطف إلى الآن في وجه القتل , فإذا كنا نبحث عن أكثرنا جهلا لنسميه حكيما لمجرد الكسب السياسي العقيم , فاعملوا حسابكم أن الأمر في أوله , ولن نرى مسلسلا مكسيكيا أو حتى تركيا عقيما , بل أننا سنكون في أول سطر من الانحدار إلى هاوية ليس لها قرار ,و بعيدا عن تعداد مناقب الفقيد الكبير وأهمها تتلمذه على يد رائد الحوار ((النعمان)) وما يعنيه ذلك , فلا بد لي من تكرار السؤال : أين المثقف ¿ أين الفعل الثقافي في هذا البلد الذي سيكون عليه أن ينتظر في القائمة موعد اغتياله ……..

قد يعجبك ايضا