طريق الموت

الثورة –
* قد يشعر المرء وهو يشاهد فيلم مغامرات بشيء من المتعة بأحداث ومجريات هذا الفيلم نظرا” لما يلعبه الخداع السينمائي أو الصناعة السينمائية من أدوار في إظهار وإبراز وتضخيم الحركات واللقطات والمقاطع التي يتضمنها الفيلم لتكون نهايته لصالح البطل والأبرياء من الناس وضد الأشرار وأعوانهم …. ولكن ما أجده في فيلمنا الواقعي الذي أكون بعض الأحيان جزءا من أحداثه وتحديدا” حين أقوم بزيارة إلى مديرية عتمة من وقت إلى آخر عكس ما نشاهده في أفلام المغامرات حيث تجد أبناء عتمة خاصة في مخلافي السمل ورازح يشعرون بدنو أجلهم وهم يخوضون مغامرات لا مثيل لها عبر التنقل بواسطة السيارات في طريقهم الوعرة الممتدة من مدينة الشرق بمديرية آنس حتى أعالي جبال مخلافي السمل ورازح الشاهقة وهي الطريق التي لم تعد صالحة حتى لمرور المواشي منها نظرا” لما تعرضت له من جرف جراء الأمطار والسيول الموسمية طيلة نحو ثلاثة عقود من الزمن فتكون النتيجة إزهاق أرواح عشرات الأبرياء سنويا” من مستخدمي هذه الطريق الشديدة الوعورة الذين يبحثون عن لقمة عيش كريمة لهم ولمن يعولونهم أو يقومون بإسعاف مرضاهم إلى المراكز الصحية والمستشفيات في المديريات والمحافظات المجاورة …!
طلاب في العراء
* قد لا يتفاجأ الزائر لمديرية عتمة عندما يجد طلابا يدرسون تحت الأشجار ولكنه حتما” يتفاجأ وينذهل عندما يقول له الأهالي بأن المدارس الموجودة على مستوى المديرية لا تستوعب سوى 30% من إجمالي عدد الطلاب والطالبات فيما نحو 70% يدرسون تحت الأشجار خاصة في مخلافي السمل ورازح إلى جانب قولهم أن الكتب الدراسية لا توزع إلا بعد منتصف كل عام دراسي إلى جانب العجز الشديد في أعداد المدرسين والمدرسات مما يدفع ببعض أولياء أمور الطلاب إلى إرسال ابنائهم إلى المدن لكي يواصلوا ويكملوا تعليمهم هنالك فيتحمل أرباب الأسر الإنفاق على أبنائهم الطلاب من قوت أسرهم الضروري ومع كل هذا لا نجد أية بوادر لحل هذه المشكلات والقضايا التي ترهق المواطنين وتتسبب في تفاقم الهجرة من الريف إلى المدينة ….

قد يعجبك ايضا