المشكلات الأسرية .. خطر قادم

يكتبها: علي بارجاء

 - الحروب التي تكون ناتجة عن الصراعات السياسية باتت أمرا اعتياديا مألوفا ولم تعد مشاهد الموت والدمار التي نسمع عنها ونشاهدها في القنوات الفضائية تؤثر فينا أو تهز مشاعرنا
الحروب التي تكون ناتجة عن الصراعات السياسية باتت أمرا اعتياديا مألوفا ولم تعد مشاهد الموت والدمار التي نسمع عنها ونشاهدها في القنوات الفضائية تؤثر فينا أو تهز مشاعرنا وتكسب تعاطفنا لكثرة ما يعرض علينا من دماء. هكذا نجحت الوظيفة الخفية لوسائل الاتصال في تحقيق أهدافها بأن نزعت من نفوسنا الإحساس بقيمة الإنسان.
بل إن هذه الصراعات قد ألهتنا عن الاهتمام بقضايا المجتمع وتربيته وتثقيفه على مستوى الأسرة التي هي عماد المجتمع ومكونه الرئيس فلا يمكن أن ننشد مجتمعا صالحا إذا لم نهتم بالأسرة ونهيئها تهيئة صالحة لتسود بين أفرادها المحبة والألفة وتتوفر لها سبل العيش الكريم بحيث تستطيع أن توفر لأبنائها التعليم والتربية والتثقيف والترفيه إلى جانب توفر احتياجاتهم الأخرى ليعيشوا أصحاء أسوياء بشكل ييسر للأب والأم الحصول على ما يعينهم على ذلك.
المتابع لوسائل الإعلام سيلاحظ مؤخرا كثرة انتشار الأخبار عن حوادث القتل داخل الأسر فالأب يقتل زوجته أمام أطفاله وأم تقتل أطفالها وابن يقتل أباه وزوجة تقتل زوجها إلى آخره من هذه الحوادث الإجرامية التي تحدث داخل الأسرة.
مثل هذه الجرائم التي نقرأ عنها ولا نعلم بما اتخذ فيها من اجراءات قضائية وأحكام في حين أن نشر نتائج الأحكام في مثل هذه الجرائم قد تكون مؤثرة فتؤخذ منها العبرة وتكون رادعا يمنع من تسول له نفسه تكرارها.
أحسب أن معظم المشكلات الأسرية يعود سببها إلى الفقر الفقر الذي يطحن الإنسان في هذا الوطن البائس الأب يريد أن يوفر لأسرته كل ما تريد ولكنه يقف عاجزا أمام عدم قدرته لضعف دخله أو فقره المدقع. ومن حق الزوجة على زوجها أن يوفر لها ولأبنائها ما يجعلهم أمام المجتمع في أحسن مظهر في مجتمع يؤمن بالمظاهر ويحدد علاقاته بين أفراده وفئاته وفقا لمستوى الغنى والفقر ووفق القيمة المادية لما يأكل ويلبس ويستخدم من وسائل وأجهزة و(إكسسوارات).
كم سمعنا عن عقد ندوات عن الأسرة ولكنا لم نجد لها أثرا في الواقع كل مشروعات دعم الأسرة التي تتبناها المؤسسات والجمعيات الخيرية غير قادرة على أن تتجاوز الأسر فقرها بل قد تساهم في خلق مشكلات جديدة فمثلا مشروعات الزواج الجماعي الذي يكون فيه شباب عاطل عن العمل بحيث لا يستطيعون بعد الزواج الإنفاق على زوجاتهم ويسبب ذلك خلق مشكلات ستواجههم فيما بعد فينبغي هنا أن لا نضع العربة أمام الحصان وكان على هذه المؤسسات والجمعيات أن توفر لهؤلاء الشباب عملا ليبدأوا حياتهم ويجتهدوا ليوفروا لأنفسهم ما يمكنهم من الزواج ولا ضير أن تساهم تلك المؤسسات والجمعيات في مساعدتهم بعد ذلك في زواجهم بما تستطيع جماعيا أو كلا على حدة.
المشكلات الأسرية كلما كثرت وتفاقمت في غياب الدولة والمجتمع عنها وعدم اهتمامهما ستكون له آثار خطيرة مستقبلا ربما هي اليوم غير منظورة.

قد يعجبك ايضا