والأرضية الرخوة ¿!

مفيد الحالمي

 - - تتحفنا شركة توتال بحساسيتها المفرطة إزاء أي خبر هنا أو هناك ينال من سمعتها المشبوهة أصلا  .. فما أن تشم رائحة  تسري بين الناس عن سلبية دورها المفقود  إزاء المجتمع اليمني
مفيد الحالمي –
– تتحفنا شركة توتال بحساسيتها المفرطة إزاء أي خبر هنا أو هناك ينال من سمعتها المشبوهة أصلا .. فما أن تشم رائحة تسري بين الناس عن سلبية دورها المفقود إزاء المجتمع اليمني مقابل نهبها لثرواته بشكل يندى له الجبين وبمقابل تدميرها للبيئة اليمنية والصحة العامة حتى تسارع إلى إتحافنا بخبر في صدر الصحف الرسمية التي تتواطأ معها .. خبر مستفز يثير السخرية تؤكد فيه التزامها بمسؤوليتها تجاه المجتمعات المحلية.
وعندما نقول إنها تنهب ثروات الشعب فإن هذا ليس محض هراء .. إذ يكفي أن نعرف أن تكلفة إنتاج برميل النفط 3 دولارات في صافر بينما هو 29 دولارا في توتال ! .
هذا من الناحية الاقتصادية وهو كاف ومذهل .. أما من الناحية البيئية فحدث ولا حرج .
وعندما نقول إن توتال يجب بل يتحتم عليها أن تضطلع بمسؤوليتها في المساهمة بحماية البيئة والصحة العامة ونشر الوعي البيئي .. فإن هذا يندرج ضمن اشتراطات بيئية صارمة يجب أن تتقيد بها الشركات النفطية سواء أكانت أجنبية أم وطنية .. ويندرج ضمن مبدأ عالمي ملزم اسمه ( الملوث يدفع ) وكذا مبدأ ( المشاركة المجتمعية ) … أي إن مساهمتها في حماية البيئة أو مشاركتها المجتمعية ليس فضلا منها كما تحاول أن توحي توتال عند تقديم أبسط دعم صوري لا يكاد يذكر من باب التوثيق ليس إلا بقدر ماهو إلتزام قانوني وأخلاقي وإنساني ومهني وبيئي وصحي لا يحق لها بأي حال من الأحوال الخروج عنه .
وإذا كانت المراحل سابقة قد هيأت مناخا ملائما لتوتال وغيرها من الشركات التي لا تتقن سوى فن التنصل من مسؤوليتها المجتمعية والبيئية والاقتصادية .. فإن هذه المرحلة الملتهبة وغيرها من المراحل المماثلة لم تعد تنطلي عليها مثل هذه الممارسات النمطية المثيرة للحفيظة الشعبية .
بإختزال .. نقول لـ( توتال ) وأخواتها .. اعملوا بأمانة وبصدق و ساهموا بسخاء وكرم .. لكي يكون هذا هو المعادل الموضوعي الذي يخفف من وطأة نهب الثروات .. أو لكي يكون هذا هو العامل المتين والأرضية الصلبة التي تحفظ لكم توازنكم وثباتكم في مثل هكذا مراحل .

قد يعجبك ايضا